كتب قاسم زيتون
في الآونة الاخيرة كثر الحديث عن هجرة متصاعدة للسوريين وخاصة الى مصر وكثرت التعليقات حول هذا الموضوع وتضاربت الأراء حول حجم المغادرين ونوعيتهم بين مصديقين واخرين يرون في الامر مبالغة وتهويل ليس إلا.
بغض النظر عن حجم هذه الظاهرة واسبابها لكن الملفت بالأمر هو ظهور بعض التجار والصناعيين على صفحاتهم ينتقدون من هاجر وهذا رأيهم طبعاً لكن لماذا التباهي بالوطنية لمن بقي وتخوين من هاجر وكأن البقاء والهجرة هو معيار الوطنية وللأسف تم نقل رأي هؤلاء على كثير من صفحات التواصل الاجتماعي والتي تحظى باحترام الكثير من القراء ومع الاحترام لهؤلاء نقول :
-البقاء بالوطن او مغادرته لا علاقة للوطنية به وان ارغمت الظروف البعض على الهجرة لا يعني ذلك ان الوطن قد خرج من قلوبهم وشعراء المهجر كانو اكثر الشعراء حنيناً الى اوطانهم وشعرهم مفعم بالحب والحنين لوطنهم الذي غادروه .
-الهجرة الاخيرة هي هجرة لدوافع اقتصادية بحتة لتجار وصناعيين وجدوا فرصة افضل في بلد آخر وهذا حقهم سواء كان السبب هو تسهيلات ممنوحة في دولة ما للمستثمرين او بسبب عقبات موجودة في بلدنا بسبب الحرب وسوء ادارة الملف الاقتصادي من قبل الحكومات المتعاقبة .
-ان بقاء او هجرة اصحاب رؤس الاموال هو امر مرتبط بالمصلحة اولاً واخيراً فمن وجد مصلحته الشخصية في بقائه في بلده فقد فعل ومن وجد مصلحته محققة في مكان آخر فقد هاجر .
-الكثير من التجار والصناعيين الذين يتباهون بالوطنية وهم متشبثون في ارضهم ووطنهم كانت لهم اليد الطولى في سوء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي وصلت اليها بلدنا فمن قام بالتلاعب بسعر الصرف ومن قام بالاحتكار واللعب بالاسعار واستغلال حاجة المواطنين وكذلك التهرب الضريبي والذي يعتبر الاداة الاهم في ضعف موارد الخزينة العامة وانعكاسات ذلك على لقمة المواطن لتزيد من معاناته التي انتجتها الحرب .
-الأغرب بالموضوع هو حديثي النعمة من اصحاب رؤس الاموال والذين اكتسبوا ميزات كبيرة على حساب غيرهم هم اكثر من يتحدث بالوطنية واصبحت صفحات التواصل الاجتماعي تنقل آرائهم كرجال اعمال وطنيين وليت هؤلاء هاجروا وأراحوا الوطن منهم ومن نهبهم ونفوذهم .
التباهي بالوطنية تجارة قديمة وقد اصبحت مكررة ومملة والوطن يعرف اهله ولم يعد خافياً على الشعب السوري شيئ مهما كان البعض ممتهناً للنفاق .
قاسم زيتون مدير عام المصرف الصناعي سابقا- من صفحته على الفيسبوك