بقلم الدكتور أحمد الأحمد
الفساد يلد لحظة انطلاق اي فكرة او عمل. ولايمكن ان يسبقهما.لانه ليس كيان مستقلا لحظة تولد فكرة العلاج مثلا.يتربص الفساد منتظرا عجزا ما او خطأ ما لينمو.تخيلوا لو نجح الطب مثلا بمعالجة العقم عند الزوجين بنسبة 100/100 كيف يمكن لمشعوذ او دجال ان ينفذ الى عقل زوجين ويقنعهما بقدرته على حل مشكلة العقم.اذا عجز الطب هو من سمح للفساد العلاجي بالنمو.
عجز الادارة عن حل مشاكل الافراد يولد سوق الفساد تلقائيا.عجز التربية والتعليم يولد فسادا تلقائيا.عجز الامن عن ضبط السرقات يولد حاجة الناس المسروقة للمنجمين.عجز القوانين يولد المحسوبيات.
اذن.الفساد يولد من ضعف الانسان وجهله ويتغذا منهما لذلك هو مؤشر معتبر عن متانة المجتمع ومستواه العلمي والاخلاقي.
والجميل ان الفساد لا يحتاج لجهد او قدرة هو تماما يشبه ان ترفع بكل ماتملك من عقل وقوة صخرة لتضعها اعلى الجبل كم من الاجهزة والحكمة والقوة والصبر تحتاج لنجاح هذا الامر.وفي لحظة يستطيع اي كلب بذيله ان يستغل انك لم تثبتها جيدا. ليترك هذه الصخرة تتدحرح للهاوية بحركة من ذيله دون فهم او جهد او تعب ودون ان يطور فكره الكلبي ينجح بتدمير فكرتك.
الفساد ينمو ويتغذى من شقوق عقولنا وايماننا وكفرنا.
الفساد يدخل من شقوف ثيابنا ويشرب من جهلنا وقلة تربيتنا.
الفساد هو عملنا غير المكتمل.هو واجباتنا المؤجلة.هو ترددنا.هو عجزنا.فحتى يصل رجل ما الى مستوى مسؤول فاسد يحتاج الى صوت وتواطىء مئة الف مواطن جائع يبيع صوته بسندويشة فلافل.
وحتى يصل رجل ما الى مستوى مفكر فاسد هو بحاجة لصوت مئة الف مواطن امي او جاهل غير متعلم
وحتى يصل مطرب ما لمستوى مطرب فاسد.هو بحاجة لتصفيق مئة الف اعمى نظر او قلب
كم نحن فقراء وجهلة واميين وعميان القلب حتى نعوم في بحر هذا الفساد.