“عليك أن تكوني أقوى من المرض لكي تتمكني من تجاوزه.. الضعف والاستسلام مرفوضان تماماً إذا ما أردت النجاة” بهذه الكلمات بدأت السيدة سوزان لايقة حديثها عن معركتها التي ظفرت بها أمام سرطان الثدي قبل نحو عامين ورحلة علاج استمرت لنحو 6 أشهر لم تخل من الألم والمعاناة لتستعيد حياتها الطبيعية بكل تفاصيلها التي تحب.
السيدة الخمسينية وفي حديثها لمراسلة سانا قالت “إنه وبعد تجاوزي سن الأربعين كنت أواظب على إجراء الفحص الذاتي الشهري ولا سيما أن لدى العائلة تاريخاً مرضياً وفي أحد أيام شهر تشرين الثاني من عام 2019 شعرت بقساوة في صدري الأمر الذي أثار شكوكي وسارعت لإجراء صورة إيكو ضمن حملة الشهر الوردي التي تقام في هذا الوقت من كل عام للتخلص من مخاوفي والاطمئنان على صحتي وبعد التأكد من وجود كتلة أوصى الطبيب بإجراء جملة من الفحوصات واستئصال الكتلة لتشريحها مرضياً ومعرفة ما إذا كانت كتلة حميدة أو خبيثة”.
بنبرة حزينة حاولت أن تخفيها بابتسامتها اللطيفة تابعت سوزان حديثها: “جاءت النتيجة كما هو متوقع كتلة سرطانية وارتأى الطبيب استئصال الثدي الأيمن والخضوع لجلسات علاجية كيميائية وأشعة كإجراء وقائي منعاً لانتشار المرض” مبينة أن الأمر لم يكن سهلاً في البداية ووجدت صعوبة بالغة في تقبل ذلك إلا أن ثقتها بنفسها وعدم الخوف وإرادتها الصلبة وإيمانها الكبير بأنها أقوى من المرض أعطاها الزخم اللازم لخوض هذه المعركة التي فرضت عليها حتى النهاية.
وتستذكر سوزان مشاعر الألم والتعب والوهن والغثيان التي كانت تستمر عدة أيام بعد كل جرعة من الجرعات الكيميائية وأحاديث المريضات في مركز المعالجة عن انتكاسات لدى بعضهن والمعاناة التي تعيشها أخريات بسبب اكتشاف المرض لديهن في مراحل متقدمة إلا أنها كانت تزيدها إصراراً على المقاومة والتمسك بالحياة فهي لم تعتد على نفسها امرأة ضعيفة تعتمد على الآخرين وتطلب مساعدتهم.
وأكدت سوزان أهمية العامل النفسي في الشفاء وبشكل خاص هذا المرض حيث يحتاج المرء إلى كلمة تمنحه شعوراً بالراحة وتخفف عنه أوجاعه معبرة عن امتنانها لزوجها الذي كان الداعم الأول لها في معركتها ولازمها طيلة فترة علاجها وبقي إلى جانبها في جميع لحظات ضعفها وقوتها إضافة إلى مساندة عائلتها وطبيبها.
واختتمت السيدة سوزان حديثها بنصيحة لجميع الفتيات والسيدات بضرورة إجراء الفحص الذاتي في المنزل ومراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير في شكل أو حجم أو لون الثدي وأن الخوف هو العدو الأول والأكثر خطراً على حياتهن فاكتشاف المرض في مراحل مبكرة يضمن شفاءهن بنسبة أكبر تصل في أغلب الأحيان إلى الشفاء التام.
بدوره الزوج محمد حيدر عاد بذاكرته إلى لحظة إخبار زوجته بإصابتها والوقت الذي استغرقه ليستجمع قواه بعد تلقيه اتصالاً من أخيها لإبلاغه بنتيجة التشريح التي جاءت صادمة إلى حد كبير بينما هو في طريق العودة من دمشق مبيناً أن إرادة زوجته القوية ووضعها النفسي الذي لم يتأثر مطلقاً بالخوف الذي تسببه عبارة (أنت مصابة بالسرطان) وإيمانها بقدرتها على التغلب على المرض لعبت دوراً كبيراً في شفائها.