سيريانديز- كتب: مجد عبيسي
نصيحة من أخ.. إن أردتم مشروعاً رابحاً وبمردود شهري لا يقل عن مليون ونصف ليرة سورية، عليكم بالعمل كسائقي سيارة أجرة !
نعم، اليوم بسيارة لا يتجاوز ثمنها 40 مليون ليرة بإمكانك إحراز هذا الدخل الشهري، بينما بنفس المبلغ يمكنك شراء بيت في الأرياف البعيدة، ولن يتجاوز إيجاره الشهري 100 ألف ليرة سورية !!.. يعني نفس رأس المال ولكن مع مدخول يعادل 15 ضعفاً .. ما رأيك ؟!
مشكلة تجاوز سائقي التكسي لموضوع التعرفة ليس بالجديد، في ظل وعود من المعنيين منذ سنوات بإلزامهم بتعرفة العدادات، وبتحديث العدادات، وبتركيب العدادات .. إلخ، ولكن لم نشهد أي سيطرة على تفلت هذا القطاع.
وآخر ما حرر بعد قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك القاضي برفع سعر ليتر البنزين بشرائحه الثلاث، أصبح سائقو سيارات الأجرة "خواجات"، يختارون الزبون والوجهة والتعرفة في ظل غياب واضح للرقابة والمحاسبة، وبلغت الجرأة بأحدهم أن يقف أمام شرطي المرور ويتفاصل مع زبون على 8 آلاف ليرة أجرة من ساحة المحافظة إلى ساحة الأمويين!!، وهو راض تماماً وواثق من عدم إقدام الشرطي على تنظيم مخالفة بحقه لارتكابه مخالفة قانون سيارات الأجرة الذي وضعته الحكومات منذ الأزل، والذي لن يتحرك من تلقائه إن لم يشتك الزبون له مباشرةً.. لعل هذا هو سر هذه الطمأنينة التي يشعر بها سائقو التكاسي !
مصدر مسؤول في محافظة دمشق كشف منذ أيام أن المعنيين في المحافظة وبمجرد وصول نسبة الزيادة المقررة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، سيبدأ المكتب التنفيذي المختص بعملية إصدار التعرفة الجديدة بموجب النسبة، ليصار بعدها إلى تركيب العدادات ضمن فترة زمنية محددة بما يشمل 24 ألف تكسي في العاصمة.
لافتاً إلى وجود لجنة تضم عدداً من المعنيين لدراسة التعرفة الجديدة وإقرارها من المكتب التنفيذي لتصدر بشكل رسمي، وعليه يتم الرقابة على العدادات من الجهات المعنية لضبط أي مخالفة مع متابعة أي شكاوى واردة.
وطبعاً لدى سؤال حفنة من السائقين عن أسباب الأجور المرتفعة غير القانونية سارعو بالاجابة أنه يجب محاسبة الكازيات التي تبيع ليتر البنزين للسائقين ب 7 آلاف ليرة، ومحاسبة تجار قطع السيارات الذين يبيعونهم زوج دواليب بـ 300 الف ليرة.. وتغيير زيت مع مصفاة بـ 50 الف، وأقل عملية إصلاح 200 ألف ليرة سورية.
ومن خلال المراقبة خلال الفترة الماضية لوحظ أمران:
إقدام عدد كبير من الشبان على العمل كسائقي سيارات أجرة بغض النظر عن تحصيلهم العلمي.. وإقدام عدد كبير من الشبان على شراء دراجات هوائية بغض النظر عن مركزهم الاجتماعي!
الهواجس والأفكار لنقاش طويل طويل طويل لهذه المفاصل تغلي في الرأس.. لذا... دمتم.
4:00 م