صنفت المنطقة الصناعية في يبرود بأنها ثالث مجمع صناعي بعد دمشق وحلب لكونها تضم أكثر من 283 منشأة صناعية صغيرة ومتوسطة وكبيرة و225 ورشة ومنشأة حرفية وجميعها تتخصص بالصناعات الكيميائية والهندسية والكرتون والحديد وغيرها حيث عاد معظمها للعمل بعد انقطاع لسنوات من جراء الحرب الإرهابية متحدين كل الصعوبات وتداعيات الإجراءات القسرية والحظر الاقتصادي الجائر على سورية.
الصناعيون في منطقة يبرود حالياً بانتظار إنجاز التوسعة الصناعية الملحوظة على المخطط التنظيمي للمنطقة منذ سنوات وفق توفيق صوفان مدير مكتب القلمون التابع لغرفة صناعة دمشق وريفها والذي بين في تصريحه لمراسلة سانا أن 80 % من الصناعيين الذين كانوا خارج العملية الإنتاجية نتيجة سرقة وتخريب منشآتهم أو سفر بعضهم خارج البلاد عادوا إلى العمل والإنتاج.
وأوضح صوفان أن المنطقة الصناعية القديمة تضم أكثر من 283 منشأة وهي عبارة عن خليط من الصناعات الصغيرة والمتوسطة لم ترق إلى مستوى الصناعة الكبيرة بسبب ضيق المكان لذلك فإنه تم العمل على إنهاء المشاكل التي تعيق إقامة التوسعة في المنطقة الصناعية لاستيعاب هذا العدد الكبير من الحرفيين والصناعيين ومنشآتهم الكبيرة وبما يلبي احتياجاتهم ويحقق طموحات الصناعي المغترب الذي يريد أن يستثمر أمواله داخل البلاد.
عضو مجلس المحافظة في ريف دمشق عماد الخطيب أكد من جهته أن التوسعة الملحوظة على المخطط التنظيمي للمنطقة الصناعية في يبرود باتت جاهزة وتمكن المجلس المحلي من تذليل جميع العقبات وإنهاء مشاكل الاستملاك وخلال فترة قليلة سيتم الإعلان عن ذلك والبدء بعملية توزيع المقاسم مشيراً إلى أن إجمالي مساحة المنطقة يبلغ 1500 دونم وتضم 650 محضراً تحتضن جميع أنواع الصناعات الغذائية والكيميائية إضافة إلى الورشات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.
وأوضح الخطيب أن توسعة المنطقة الصناعية ستكون مكملة للمنطقة الحرفية التي ستقام في منطقة ريما بيبرود لأن هناك الكثير من الحرف والمعامل مقامة خارج التنظيم لافتاً إلى أن المنطقة الصناعية الجديدة ستحل الكثير من المشاكل التي تواجه الصناعيين في المدينة.
الصناعي سعد الدين خليفة مدير شركة يبرود للتغليف أشار إلى أن صناعيي يبرود صمدوا وواجهوا الظروف الصعبة ونقص المواد الأولية والفيول وارتفاع الأسعار نتيجة الحصار الجائر واستمروا بالعمل ضمن الإمكانيات المتاحة معتبراً أن إنجاز توسعة المنطقة الصناعية سيلبي طموحات واحتياجات عديدة للصناعيين.
ورغم أن منشآته تعرضت للتدمير والسرقة من قبل الإرهابيين إلا أن الصناعي بشار كشكية المدير التنفيذي لمنشأة مالفا لمستحضرات التجميل عاد إلى العمل بالحد الأدنى من الإمكانيات المتوافرة لديه بعد تطهير المدينة من التنظيمات الإرهابية وفق تعبيره ويعمل بالوقت نفسه على تجهيز مبنى جديد وأخذ جميع الموافقات لمعاودة العمل والإنتاج في المنطقة الصناعية.
كشكية بين أن أصناف منشآتهم تتركز حول مستلزمات العناية بالبشرة وسيتوسع خلال الخطة القادمة بالإنتاج ليشمل مستحضرات صيدلانية بمستخلصات طبيعية مؤكداً أن السوق المحلية ستكون وجهته مع أمله بالوصول إلى الأسواق الخارجية عبر المعارض التي تستقطب المنتج السوري.
سليم شوفان صاحب منشأة بخ حراري قال: “عملنا يشمل جميع أنواع الحديد مثل الأبواب والنوافذ وشبكات الحماية والسلالم المعدنية ومناشر الغسيل وغيرها” موضحاً أن هذه الصناعة متممة لصناعات أخرى إلا أن وقف التصدير وغلاء الحديد أثراً سلباً عليها.
وتتميز يبرود بشكل عام بصناعة البلاستيك منذ عشرات السنين ولا سيما المتعلقة بالمساحات الأرضية وفق الصناعي محمد مصطفى سالم صاحب منشأة الشرق للمساحات الأرضية والذي بين أنه يعمل بهذه الصناعة منذ 25 عاماً ولم تمنعه الظروف من تصدير منتجه إلى دول عربية مثل لبنان والجزائر وتونس والمغرب ودول أخرى لكن الإنتاج انخفض بالوقت الحالي نتيجة صعوبات الكهرباء والمازوت وعدم توافر المواد الأولية وغلاء الأسعار.
كما أن مهنة النجارة لها مكانة خاصة لدى المنطقة الصناعية بيبرود وحرفييها حيث يمتلكون مهارة في إنتاج قطع تعكس الحضارة الفينيقية القديمة والفرعونية التي ما تزال حاضرة في منازل أهل يبرود وخارجها وفق الحرفي ماهر داوود موضحاً أن مهنة الحفر على الخشب تطورت مع مرور الزمن عبر استخدام آلات وأدوات وتقنيات حديثة لكنها تأثرت بتداعيات الحرب على سورية وبات تسويقها صعبا لكنهم مصرون على العمل والإنتاج والحفاظ على هذه المهنة.