بهدف الاطلاع على أعمال التنقيب التي تجري في منطقة عمريت الأثرية جنوب مدينة طرطوس تمهيداً لوضعها في الاستثمار السياحي زار كل من وزيري الثقافة الدكتورة لبانة مشوح والسياحة المهندس محمد رامي مرتيني عدة أماكن في الموقع الذي يعود عمره إلى الألف الثالثة قبل الميلاد.
وشملت الزيارة المدفن الجماعي في منطقة أبو عفصة على الطريق العام وبرج البزاق والمدافن البرجية أو ما يعرف بـ (المغازل والمعبد الأثري والملعب) إضافة إلى أعمال التنقيب في موقع المدافن الجماعية الأثرية والجهة الجنوبية لموقع عمريت التي ستبدأ فيها أعمال التنقيب قريباً.
الدكتورة مشوح أشارت في تصريح للصحفيين إلى المشروع المشترك مع وزارة السياحة الذي يكاد يكون الأول من نوعه لإعادة تأهيل المناطق الأثرية أثرياً ومعمارياً وسياحياً لأنها تشكل كنزاً حقيقياً وقيمة وطنية كموقع عمريت الذي يحتوي على معالم متوزعة بنيت على فترات تاريخية متباعدة كالمقابر والقصور والقلاع والأبراج.
وأكدت مشوح ضرورة إنجاز هذا المشروع الذي يعول عليه كثيراً وينسجم مع الرؤية الجديدة للوزارة والمديرية العامة للآثار والمتاحف القائمة على استثمار الآثار بشكل يخدم المنطقة في مجالات التنمية المجتمعية والاقتصاد الوطني في ضوء ما يشكله العنصر الثقافي الأثري من قيمة مضافة لبلادنا ورفده الاقتصاد الوطني.
بدوره لفت وزير السياحة إلى أن قطاع السياحة السورية هو منتج مشترك تشترك فيه حالياً وزارتا السياحة والثقافة إضافة إلى الجهات العامة الأخرى كمجالس المدن ووزارة الزراعة وغيرهما.
ورأى المهندس مرتيني أن القوانين والقرارات الصادرة بهذا الشأن أسهمت في حماية المواقع الأثرية مؤكداً الحرص على إنجاز مسارات سياحية محددة ومنها موقع عمريت واستثمارها سياحياً وثقافياً لما سيقدمه بعد وضعه بالخدمة لقطاع السياحة السورية عموماً ولمحافظة طرطوس بشكل خاص من تنشيط الحركة السياحية وتأمين فرص عمل جديدة فضلاً عن حماية الأوابد الأثرية وإظهارها للعالم الخارجي.
مدير عام الآثار والمتاحف في سورية نظير عوض أكد القيمة التاريخية والتراثية لموقع عمريت وأهمية الاطلاع على ما يشهده من أعمال تنقيب تقوم بها مديرية الآثار والمتاحف للوقوف على الصعوبات التي تعترض العمل لتذليلها وتحرير عدد من الشرائح ووضعها بالاستثمار السياحي منها الشريحة رقم 6 التي انتهت فيها أعمال التنقيب على أن تسلم لاحقاً لوزارة السياحة تمهيدا لوضعها بالاستثمار.
يذكر أن عمريت هي واحدة من أهم الحواضر الفينيقية في العالم وتجمع ثقافي حضاري على الساحل الشرقي للمتوسط تمتد مساحته الأثرية المسجلة على 6 كيلومترات مربعة عرفت في الكتابات اليونانية باسم ماراثوس ووصفتها بأنها مدينة مزدهرة جداً وكانت تابعة لمملكة أرواد البحرية واعتبرت ضاحية برية لها.