برعاية وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا افتتح المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد اليوم دورة تدريبية تحت عنوان "التوصيف الجزيئي ودراسة درجات القرابة الوراثية" (أغنام وماعز)، لعدد من المتدربين من وزارة الزراعة وجامعة دمشق ونقابة الأطباء البيطريين، في إطار الاتفاقيات الموقعة بين أكساد والجهات المذكورة.
وأكد وزير الزراعة على أهمية هذه الدورة الخاصة بالثروة الحيوانية التي تهدف للاستفادة من المورثات الموجودة لدى الأغنام والماعز وتحسين أنواعها من حيث الإنتاجية والتربية، لافتاً إلى أن أصناف أغنام العواس والماعز المحلية لها صفات وراثية هامة وتتميز بالطعم والجودة والقدرة على تحمل الظروف المناخية القاسية والظروف الطبوغرافية الموجودة في أماكن التربية، منوهاً إلى ضرورة استثمار الأعلاف المتوفرة في ظل الظروف المناخية التي نواجهها.
وأشار الوزير إلى أن تطوير الثروة الحيوانية يبدأ من البحث العلمي وتوظيف كافة الأبحاث الموجودة في هذا المجال بما يخدم الثروة الحيوانية والقطاع الزراعي ككل، مؤكداً على الجهود التي يقوم بها المركز العربي أكساد من خلال الدورات التدريبية لرفع كفاءة الفنيين للوصول إلى تطبيق أبحاث على مستوى الحقل وتدريب المربيين والانتقال من التربية التقليدية إلى التربية الحديثة والاستفادة من التكامل مابين الأبحاث الخاصة بالمراعي الطبيعية والأعلاف والأبحاث الخاصة بالصحة الحيوانية واللقاحات والتحصين الوقائي والعلاجي لها والأبحاث الخاصة بتطوير الإنتاجية من خلال تطوير السلالات وتحسين إنتاجيتها.
وبين مدير عام أكساد للدكتور نصر الدين العبيد أن هذه الدورة تُسلط الضوء على علم التقانات الحيوية والبيولوجيا الجزيئية وأفضل التقنيات المخبرية التي تستخدمها مخابر أكساد، مما يساهم في نشر المعرفة العلمية ويُكسب هذه الدورة أهمية خاصة كونها تتناول مجالاً أكثر دقة وحداثة، وتقدم أحدث الطرق في التوصيف الجزيئي والتمييز بين الأنواع والأصناف على مستوى المادة الوراثية وتحديد درجات القرابة الوراثية التي تخدم برامج التربية والتحسين الوراثي للوصول لسلالات ذات مواصفات إنتاجية عالية.
وأضاف: إن هذه الدورة التدريبية تشمل التعريف بعلم البيولوجيا الجزيئية والمادة الوراثية وأنواعها وأماكن تواجدها وكيفية عزلها وتنقيتها ومن ثم قياس درجة النقاوة بطرق مختلفة، والمعلمات الجزيئية الأكثر استخداماً في هذا المجال مخبرياً، لنصل إلى كيفية قراءة النتائج وتحليلها والاستفادة منها باستخدام برامج المعلوماتية الحيوية، والتطبيق العملي للتقنيات الحديثة.
وأكد العبيد أن هذه الدورة تأتي في سياق جهود أكساد لتطوير مهارات الكفاءات العلمية الزراعية العربية عامة والسورية خاصة، وتزويدها بمزيد من التقنيات العلمية المتطورة، واطلاعها على أفضل الطرق الحديثة في مجال التقانات الحيوية ضمن الشق الحيواني الزراعي، مشيراً إلى أن جهود منظمة أكساد تتجه في المرحلة الراهنة إلى اعداد وتنفيذ برامج وخطط وسياسات تهدف إلى تحسين الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والمساهمة الفاعلة في تنفيذ استراتيجية الأمن الغذائي العربي، وتسعى حالياً فيما يتعلق بالثروة الحيوانية إلى توصيف وتصنيف الأنواع الهامة اقتصادياً في المنطقة العربية ومنها الأغنام والماعز والبحث عن أفضل المورثات لزيادة الإنتاجية ومقاومة الأمراض.
ويقوم عدد من الخبراء والباحثين المتخصصين في مجال البيولوجيا والتحسين الوراثي وعلى مدار أسبوع، بإلقاء عدة محاضرات عملية تطبيقية في مخابر أكساد الحديثة جداً، التي تغطي مجالات متعددة عن البيولوجيا الجزيئية واستخلاص المادة الوراثية وكيفية استخدام المعلمات الجزيئية لدراسة درجات القرابة واستخدام نتائجها في برامج التحسين الوراثي، واستعمال التقانات الحيوية الحديثة في الكشف عن الأمراض الحيوانية، إضافة إلى جلسات عملية مخبرية بهدف التدريب على العمل المخبري والتعرف على أهم التقنيات الحديثة بشكلٍ عملي.
حضر أعمال الدورة التدريبية الدكتور إياد سويدان نقيب الأطباء البيطريين والدكتور أحمد هدال عميد كلية الزراعة في جامعة دمشق وعدد من الخبراء.
واطلع الوزير عقب افتتاح الدورة على تجارب أكساد في مجال الزراعات العلفية وإكثار النخيل بتقنية النسج وغيرها من الأبحاث المنفذة في المركز.