تختلف الثروات وقيمتها من مكانٍ لآخر، ويختلف لونها ووزنها وتقدير قيمتها، وفي ناحية الدريكيش بريف طرطوس، الذهب أخضر، نسبة إلى أكثر من مليون شجرة زيتون ضمن الناحية، فالزيتون ثروةٌ زراعية تحفظ سُبل العيش لمئات العائلات هناك، والتي لا يزال بعضها يؤجل مشاريعه العائلية من زواج وغيره وفقاً لموسم الزيتون.
ويعتبر الزيتون من المحاصيل الزراعية الرئيسية، ويتراوح إنتاج الزيوت حسب المواسم والسّقاية والعوامل الجوية، والمساحة المزروعة بين (2 – 10) تنكة زيت، فيما لا يتجاوز عدد المعاصر في الناحية (11) معصرة، ما يجعلها قاصرة عن تغطية الإنتاج الحالي للقرى التابعة للدريكيش، ما يضطر الأهالي إلى نقل الزيتون باتجاه معاصر في أماكن أخرى يتوفر فيها دور قريب تفادياً لخسارة الزيتون مخزونه من الزيت، الذي يقلّ كلما تأخر موعد العصر؛ كما أوضح أهالي الدريكيش أنهم يقومون بزراعات تحميلية على أشجار الزيتون مثل زراعة القمح وغيرها من الزراعات الصيفية والشتوية، كما يحطبون أشجارهم ويبيعون الحطب لتأمين دخل إضافي.
واستجابةً للتحديات المرتبطة بالناحية، تعمل الأمانة السورية للتنمية مع الأهالي و الجهات الرسمية لإيجاد حل يُساعد في دعم زراعة الزيتون فيها، وتحسين الواقع الزراعي والاقتصادي لناحية الدريكيش عبرها، وذلك بالاعتماد على خبرة الأمانة السورية وفرقها في وضع وتنفيذ الخطط التنموية، والإفادة من شراكات الأمانة كمؤسسة تنموية تعمل مع المجتمع المحلي والجهات الحكومية والأهلية لتسهيل عمليات تأمين مركبات لنقل الزيتون، وتنظيم الوصول إلى المعاصر دون تأخير.
واليوم الدريكيش على موعد مع هطول أولى أمطار شهر تشرين الأول، ليتمكنوا من قطاف زيتونتهم، وهي إحدى المواعيد التي تُشكّل عرفاً وتقليداً في عملية القطاف، فالمطر كما يحيي الأرض يمنح حبة الزيتون الحياة لإنتاج كمية أكبر من الزيت، والموسم الكبير يُمكن أن يؤمن تكاليف عرس لمحبوبين زرعوا الحب، ولم تخلف الأرض وعدها معهم.