كتب: الدكتور أحمد الأحمد
أكثر الكلمات التي تزعج الغني وتثير غضبه هي كلمة /انا/ عندما يقولها فقير... او عندما يستخدم الفقير ضمير ياء المتكلم. عندي.او برأيي. تصل ذروة الانفعال الشعوري عند الغني عندما يعبر الفقير عن مشاعره. احب افضل اتمنى ارغب.
ويمسك الغني اعصابه وقد يفشل في مسكها عندما يقول الفقير حارتي او شارعنا او بلدنا او وطننا. ان المحزن في وطننا نحن الفقراء اننا نملىء كل شقوقه باجسامنا وارواحنا وارواح اخوتنا وأولادنا. تخيلوا وطنا اكل رضة قوية وتهشم وتزعزع وكاد ان يتبعثر نحاول نحن الفقراء ان نخترع صمغا ما لنحافظ عليه كتلة واحدة. رغم فقرنا وضيق افقنا رغم الالم الذي تسببه احذية من يدوسون على اكتافنا نشد قطبة من هنا وقطبة من هناك. ثم عندما نأخذ نفسا ونحاول ان نقول هذا الوطن لنا ياتي من ينزعج ويتهمك بانك اتفه من ان تقول عن وطنك بانه وطنك. وعن حيك بانه حيك وعن بيتك بانه بيتك. انت فقير فقط. عاري بلا مشاعر بلا الم.
ممنوع ان تقول ان الخبز غير ناصج وان التاريخ قد زوره كلاب اللغة وكتبة الدراهم وان مطر الربيع غير مناسب هذا الوطن نعشك فقط اين ورقة الطابو الخضراء التي يملكها قاطنو الاحياء الشعبية. في كل مدينة سورية حي مخالفات.حي ساكنوه لايملكون ورقة طابو خضراء.ولن يسمح لهم بامتلاكها.. في دمشق وحلب وحمص وحماه والساحل ودرعا والسويداء.ودير الزور.
اتعلمون ما معنا ان لايملك هؤلاء ورقة طابو. اي هم طارئون مخالفون موسميون.مثل البسطات المتنقلة.مثل مخيمات اللاجئين.حتى لو سكنوا مئة عام باحياءهم لن يسمح لهم ان يضربوا جذرا لهم هنا. المدهش ان سكان هذه الاحياء الذين لايملكون اي ورقة رسمية تثبت ان لهم ملكا في وطنهم هم من ضحى دفاعا عن الوطن. سألت رجلا راجعني بالعيادة وقلت له ليش ما بطالع قرض اصلاح عقاري على بيتك .
ضحك او بكي وقال بيتي ليس عقاري. قلت ثلاثة شهداء اليس كافيا لكي يصدق هذا الكون انك صاحب عقار بهذا الحي. قال ياريت اقدر ارهن قبور ولادي الشهداء بالبنك العقاري وآخد قرض لربي اولادهم. في ذكرى الثالثة والعشرون لانتقال القائد المؤسس لسوريا والمحب لفقراءها....
اطالب البرلمانين جميعا ان يردوا الوفاء الى اهالي الشهداء بأن يطرحوا مشروعا وطنيا لحل مشكلة الاحياء المخالفة بعيدا عن تعقيدات القرارات الادارية المحزنة.