كتب الدكتور: أحمد الأحمد
يحاول هذا الرجل ان يحمي أميته بكل مايستطيع من جهل.
لن يسمح لدماغه ان يتعلم القراءة ابدا
حزن كثيرا عندما ادرك انه اصبح يميز حرف الباء بعد ان هزمه حرف الالف.
تبرم وانحرق قلبه وقال في نفسه فزعا اذا استمريت بهذا التطور قد أحفظ احرف الهجاء خلال عدة سنوات.
يالله إحمني من العلم
يا إلهي كل شيء الا العلم
لن يحتمل دماغي كل هذه المعارف...
يقول في نفسه لو اني اتمكن من فتح دماغي كل يوم وامسح ماعلق به من معارف ليغدو فارغا كصحراء او كسطح ماء راكد.
كيف سأنسى حرف الباء البائس
كم اغبط القبائل البدائية التي تعتمد على التقاط الثمار في حياتها .طوروا فقط لغة الصياح اذا جاعوا او القهقهة اذا شبعوا.
المهين انه كلما حاول نسيان حرف ما كلما انحفر بدماغه اكثر.
قال في نفسه...
لابد ان استشير عضوا منتخبا مسؤولا عن نشر العلم في هذا الوطن وهو عضو في مجمع علاج المشاكل الوطنية هؤلاء مبدعون بحق كلما عقدوا اجتماعا لحل مشكلة ما على مستوى الوطن...
زاد انتشار المشكلة واتسعت وتعمق اذاها وتجذرت وأصبحت معضلة عالمية.
سأوهمه باني اريد ان اتعلم الكلام وعندما يحاول حل مشكلتي بطريقته العبقرية ساصبح ابكما بلاشك.
يا أستاذنا المبجل اربد ان اتعلم الكلام ارجوك...
كان عضو المجلس الوطني المنتخب يرسم على ما تبقى من وجهه سحنة المعرفة الدائمة التي ترافقه حتى وهو يستحم.
قال له يا رجل لمى كل هذا الخوف علم الحكي في متناول الجميع ومجانا.
ثم ضحك من قلبه كما يضحك جميع مسؤولينا عندما نعرص مشاكلنا عليهم.
وقال له ادعوك لحضور اجتماعنا الاسبوعي الدوري الذي يرسم سياسة الحكي الوطنية وطرق تطويرها.
كان لهذه الوصفة مفعولا سحريا.
فما ان انتهى الاجتماع حتى نسي هذا الرجل الف باء الحياة اصلا.
عاد الى مرحلة ماقبل اكتشاف النار
خرج سعيدا تسلق عمود الكهرباء وبال على قمته دون تحرج كان يضحك واقسم ان يحضر كل اسبوع هذا الاجتماع الدوري حتى لو اضطر ان يحمل بطاقة مراسل صحفي لشبكة دعارة.
تحققت امنيته التي كانت تمنع نومه
نسي حروف الهجاء ويبدو ان جرعة المعرفة كانت قوية جدا في هذا الاجتماع الاستثنائي.لذلك نسي لقوتها طريق العودة لجحره.
مشى على غير هدى وهو يضحك مثلهم تماما يصهل كالحمير الوحشية صهيلا بلا احرف يهمهم و يصفر و يضرب الارض بقدميه يصفق وهو يبحث بفرح لم يعرف مصدره عن كهف فقره البارد المعتم في حيه الفقير.