سيريانديز- آية قحف
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " فخير المؤمن في قوته وعمله ، وما يقدمه في سبيل أمته ووطنه .
هذا الاستهلال لندخل لملف حساس جدا متعلق بمجالس رجال الأعمال في سورية، وما قدمته هذه المجالس منذ انتخاب أعضاء مجلس إدراتها .
المتابع لهذا الملف يعلم الاختلافات بين نشاط مجلس وآخر ، ويستطيع أن يعطي تقييما لما قدمه كل مجلس ، ولأكون منصفة لم أر تجربة تستحق الحديث عنها إلا مجلس الأعمال السوري الصيني ممثلا بالمهندس محمد حمشو ، إذ شكل المجلس حالة فريدة ومثمرة في قطاع الأعمال لعمله على سوية عالية من التنظيم والكفاءة والفعالية .
و اتضح سعي المجلس إلى تطوير التبادل التجاري بين البلدين ، عدا عن دوره في تشجيع دخول المنتج السوري إلى الأسواق الصينية ، إضافة لقيام المجلس بوضع خطة عمل ضمن مدة زمنية محددة لمناقشتها مع الحكومة والسفارة الصينية في سورية ، والعمل على الترويج للمنتج السوري وتشجيع بعض الصناعات مثل الصابون وورق الغار والمنتجات الزراعية .
ولا ننكر بأن مجلس الأعمال السوري الصيني كرس دوره للنهوض بالواقع التجاري والاقتصادي بمفهوم العلاقات الواسعة وليست الضيقة ، إذ ترجم العلاقات بين البلدين ويعمل على تطويرها .
الاستناد إلى مجلس نشيط هو لتذكير وتنبيه بقية المجالس على القيام بدورها ، فلم أر نشاطا يذكر للمجالس التالية ( العماني ، الجزائري ، الإماراتي) منذ تشكيلها ، أما المجلس العراقي ، فكان له تواجدا متواضعا متعلقا بتمثيل سورية صناعيا وتجاريا عبر معرض أقيم في بغداد ، ولا ننكر فالمعرض كان جيدا ولكن لا يكفي لبلد تعد بوابة تصديرية لسورية ، لذلك كان المتوقع من المجلس القيام بخطوات أكبر تعزيزا للعلاقات بين البلدين .
ومن يقرأ يمكن أن يبدي سخطه لإنكار نشاط قام به مجلس الأعمال السوري العماني قبل أشهر وهو ملتقى لرجال أعمال سوريين مع نظرائهم العمانيين، أنا لم أنكره لكن لنكن شفافين، مضى على الملتقى 3 أشهر ولم نر أي مخرجات له ، فمن تابع الترويج الإعلامي الذي حصل وقتها يفرح بالمقدمات الطيبة لان الشكل العام كان مفروشا بالورود ، ويظن أن المنتج السوري سيتواجد بقوة في سلطنة عمان ، علما أن الجانب الآخر أبدى تعاوناً ومرونة واستعدادا لدخول المنتج السوري المميز للبلاد .
وفي سياق متصل سأذكر شكوى وردتني من بعض المشاركين في معرض للمنتج السوري سيقام على ارض سلطنة عمان بعد أيام بسبب التخبط الحاصل تنظيميا، وما أوصلنا لهذا الحديث هو غياب دور مجلس الأعمال السوري العماني مثلا عن هكذا تفصيل يسيء لصورة الصناعة والتجارة السورية في المحافل الدولية ، فالتنظيم وجماليته يعكس صورة سورية الجميلة التي تتغنى بمنتجها أينما كان ، وهذا يعكس تقصير المجلس في المتابعة علما أنهم كانوا على دراية بإقامة هذا المعرض وابدوا غضبهم في بداية الأمر بسبب عدم التنسيق مهم ، وبعدها انتهت القصة وكأنها لم تكن ، حتى في ظل التقصير والاستهتار بحق المشاركين ، وهنا يوجه السؤال بشكل مباشر إلى وزارة الاقتصاد على المعايير المتبعة في تشكيل مجالس رجال الأعمال وضرورة أن تكون هذه المعايير موضوعية بعيدة عن التحيز والاعتبارات الشخصية ، وفي ظل المشكلة المذكورة سابقا أيضا ندعو المشارك في أي معرض أن يتقدم بشكوى للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية في حال قصرت الشركة المنظمة بأي من التزاماتها ، وهنا يجب أن تكون تعليمات وزارة الاقتصاد بعدم التساهل مع الشركات المنظمة لاسيما التي تعمل في المعارض الخارجية كونها تمثل صورة سورية دوليا. .
ولا أقصد هنا مدح مجلس وذم آخر ، أو الحديث عن شركة فشلت في تحقيق رهان معرضها ، وإنما تهمني صورة سورية في الخارج لان منتجنا مرغوب في مختلف البلدان وصادراتنا جيدة في كثير من المنتجات ، والحكومة تضع خطة دورية للصادرات السورية حتى نبقى على الخارطة التصديرية وننمي اقتصادنا .
وأختم القول بأنني أتمنى من وزارة الاقتصاد إجراء التقييم المناسب لمجالس رجال الأعمال واتخاذ الإجراء اللازم بحق كل مقصر لأننا لا نريد أن تفرغ هذه المجالس من مضمونها ومن أسباب تأسيسها وتتحول لمجرد لائحة اسمية بأعضاء مجلس الإدارة دون عمل يذكر، إضافة لوجوب بذل جهود وزارية عن طريق التنسيق مع اتحادات غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة وغيرها لفتح أسواق جديدة مهمة بالنسبة لسورية مثل الهند وروسيا بالدرجة الأولى ، إضافة لأهمية تعزيز دور العراق بشكل أكبر كونه أحد المنافذ التجارية المهمة لسورية ، ونحن على ثقة بأن الحكومة بمؤسساتها لن تتغاضى عن أي تقصير وستسعى لفتح أبواب التبادل التجاري بين سورية والدول الأخرى .