|
تكشف مصادر مطلعة في واشنطن لصحيفة الحياة أنه في ظل بقاء الموقفين الروسي والصيني على حاله داخل مجلس الأمن الدولي ومن خلال المفاوضات مع هاتين الدولتين في عدد من العواصم المعنية، فإن التحرّك الأقرب لوقف ما يجري في سوريا سيكون عبر عدد من دول المنطقة ويتقدّم في هذا الدور كل من الأردن وتركيا، حيث يكون المؤشر التنفيذي للخطة الجديدة هو قيام منطقة آمنة على طول الحدود السورية ولا سيما على الأرجح تلك الحدود المحاذية لكل من الأردن وتركيا من دون لبنان والعراق، ولا سيما لبنان حيث اتفقت الدول الغربية فيما بينها على مراعاة الظروف التي يمر بها لبنان، وبالتالي إبراز الحرص على عدم تأثره سلباً بما يجري في سوريا. وتعتبر المصادر الأميركية أنه يمكن حماية المنطقة الآمنة من الجو أو بواسطة قوات تركية رمزية، أو قوات من المعارضة حيث لن تستطيع قوات النظام السوري خرق هذه المنطقة الآمنة التي قد تشكل بحسب بعض الخبراء نقطة تحوّل في السعي الى إسقاط النظام السوري، وكذلك منطقة آمنة تستطيع المعارضة تنظيم نفسها وأن تحصل على الدعم مباشرة من قبل الدول الغربية، تماماً كما حصل مع النموذج الليبي على غرار ما جرى في بنغازي. وفي هذا السياق أيضاً، تستبعد المصادر ذاتها إمكانية طرح حل الأزمة السورية على الطريقة اليمنية، لا سيما أن موسكو لم تبد حتى الآن موقفها تجاه هذا الإقتراح، وهو ما كان كمؤشر لكي يرفض الرئيس السوري بتاتاً الإقتراح المذكور. وتعترف المصادر الأميركية أن الإدارة الأميركية لا تزال تستشعر خطورة القيام بأي عمل عسكري، لا سيما في ظل عدم ترقب ما سيتركه من انعكاسات، إلا أن واشنطن في المقابل، تعتبر أنه في ضوء استمرار أعمال العنف وسقوط هذا العدد من المدنيين فإن المرحلة الحالية تشهد بداية التفكير والتخطيط لنوع من التدخل لحسم الأمور. وفي هذا السياق، كشفت مصادر ديبلوماسية غربية أن عدداً من القادة العسكريين ومن قادة الإستخبارات الأميركية والبريطانية قاموا بجولة تفقدية في منطقة الرمتة شمال الأردن واستطلعوا إمكانية القيام بضربة برية محدودة، لكنهم صرفوا النظر عن هذا الأمر بفعل عدة عوامل وقرّروا أن تنفيذ ضربات جوية هو الأفضل من الناحية الإستراتيجية والعسكرية.
|