سيريانديز- رولا سالم
صعوبات كثيرة وضعها المخترعون السوريون اليوم على طاولة هيئة الاستثمار السورية ورغم الوقت الطويل الذي أتيح للجميع للتحدث عن إمكانية طرح اختراعاتهم للاستثمار إلا أنهم لم يفرغوا كل ما في جعبتهم من متطلبات أبسط ما تكون للنهوض بدعم الأبحاث والاختراعات وتبنيها في مرحلة باتت حساسة جدا ومهمة ، خاصة أن الاختراعات التي طرحت للمناقشة تمس واقع الأزمة التي تمر بها سورية
وعلى ضوء ذلك عقدت هيئة الاستثمار السورية بالتعاون مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك (مديرية حماية الملكية التجارية والصناعية) ورشة عمل حول أهمية دعم الاختراع والمخترعين بعنوان" استثمار الاختراع والابتكار في مرحلة إعادة الاعمار" هدف الورشة البحث عن وسائل و آليات تسويق واستثمار الأفكار والاختراعات من خلال تحويلها إلى فرص استثمارية لتصبح مشاريع منفذة على أرض الواقع وذلك ضمن محاور عديدة طرحتها الهيئة لرؤيتها في مجال دعم المخترعين و أصحاب الأفكار
وعرضت مدير عام هيثة الاستثمار السورية الدكتورة إيناس الأموي على المخترعين السوريين إمكانية عرض اختراعاتهم للاستثمار عبر الهيئة وما هي شروط حماية الملكية لطرح هذا الاختراع وبينت الأموي ضرورة دعم الاختراع لأن الاختراع بات حاجة ملحة للمرحلة القادمة في سورية ويكون هذا الدعم عن طريق تبني هذه الاختراعات من خلال المؤسسات والوزارات الحكومية وأيضا عن طريق بعض الشركات الخاصة التي تعنى بأهمية هذه الاختراعات ومن جهتها هيئة الاستثمار السورية ستكون الوسيط بين المخترعين وابتكاراتهم وبين هذه المؤسسات
ولفتت الأموي إلى ضرورة وضع نقاط ارتكازية للدعم الذي ستقدمه الهيئة للمخترعين عن طريق مذكرات تفاهم تعقد بينها وبين الجهات التي ستتبنى أيضا عملية دعم المخترعين وتذليل الصعوبات أمامهم لإيصال اختراعهم لأكبر شريحة ممكنة من الناس لما فيها من دعم الاقتصاد الوطني السوري ولما له أثر كبير في إعادة الإعمار في المرحلة القادمة مؤكدة أن جميع الاختراعات التي تتواجد في ورشة الهيئة حاصلة على جميع المواصفات المطلوبة من مديرية حماية الملكية, ومن جهته قدم المهندس جميل علي رئيس دائرة البراءات في مديرية ملكية الحماية التجارية والصناعية تعريفا شاملا بالاختراع وشروط منح براءة الاختراع في سورية مبينا أهم القضايا التي لا تمنح فيها المخترع براءة اختراع عن اختراعه وبين علي بأنه لتعطى براءة الاختراع يجب أن تتوفر المواصفات المطلوبة كالجاهزية والابتكارية وتحويلها من فكرة لتطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع
كما أوضحت مروة أيتوني عضو اتحاد غرف الصناعة ورئيسة سيدات أعمال سورية بأن هناك مذكرة تفاهم بين غرفة صناعة دمشق والبحث العلمي لبراءة الاختراع مبينة تطلع الغرفة لإقامة مذكرة مماثلة مع هيئة الاستثمار السورية لأن أكثر من تضرر هو الصناعة وبالتالي الجهود يجب أن تبذل للنهوض بهذا القطاع من خلال تبني تلك الاختراعات المهمة والرائدة وتطويرها
ولفتت أيتوني إلى أن الجهود اليوم ترمي لمشاركة المخترعين السوريين بالمنافسات التي تجري خارج القطر وسورية سبق و أن حصلت على المركز الأول في مجال براءة الاختراع مشددة على ضرورة الدعم الكامل لتلك الاختراعات, من جهته بين الدكتور غسان عاصي مدير عام هيئة البحث العلمي بأن هناك مشاكل تتعلق بالتمويل تواجه الاستثمار والابتكار أيضا طرق التمويل وحماية الفكرية والملكية وبين عاصي بأن دور الجهات العامة هو بالتوجه للبحث العلمي ودعمه ودعم الأبحاث من خلال البرامج والبحث العلمي مدخل لدعم الجامعات وفعال أيضا في جميع الأعمال
وبدورها أكدت الدكتورة شيرين الدالاتي من الجامعة العربية الدولية الخاصة بأن دور حاضنات الأعمال في نجاح المشاريع المتوسطة والصغيرة يكون من خلال تأسيس مركز أبحاث في إدارة الأعمال والمشاكل التي طرحت تريد دعم مالي ودعم تقني وبالتالي نحن نريد حاضنات أعمال كي نستطيع الدعم عبر العرض المقدم من المخترعين ونحن اليوم أمام فجوة كبيرة إذا أردنا توصيفها على أرض الواقع
وبين عضو اتحاد غرفة الزراعة سلمان الأحمد بأن هناك أزمة ثقة بين المخترع و مديرية حماية الملكية من عدم أمكانية حماية اختراعه وهناك هروب من المخترعين لعدم تسجيل الاختراع وحماية ملكيته والكثير من المخترعين يهاجرون خارج القطر وبذلك تتم سرقة المخترع خارج وداخل القطر لذلك أشدد على ضرورة تسجيل هذا الاختراع وبعد الحصول على براءة الاختراع يجب التفكير بكيفية استثمار هذا الاختراع ونحن كقطاع زراعي نستورد مابين 14 و15 مليون طن من الاعلاف سنويا في الوقت الذي نحن قادرين على انتاج وبمواصفات أعلى من الأعلاف المستوردة وبأرخص من السوق الخارجي لذلك يجب علينا استثمار القطاع الزراعي ودعم الاختراعات في مجاله لما يخفف من أعباء الاستيراد ويوفر ملايين الليرات على الحكومة السورية ويدعم المنتج الوطني كالأدوية البيطرية والأمراض للدواجن والأبقار ولفت الأحمد بأن هناك ضعف في الرؤية لما يمكن أن يقدمه المنتج والاختراع الوطني ونحن كحكومة يجب أن نفكر في المشاريع الاقتصادية بالدرجة الأولى التي توفر الاستيراد وتؤمن فرص عمل كبيرة جدا, و أخيرا قدم بنك البركة الإسلامي رؤيته في دعم الاختراعات وذلك من خلال الهدف الأساسي الذي هو دعم المشاريع وبما أن البنك هو شركة خاصة فهو يهتم بالمشاريع الصغيرة من خلال مركز للأعمال ومركز أنشأ حديثا ويهتم بأي مشاريع جديدة يمكن للبنك أن يساعد فيها عن طريق عرض المشروع بطريقة مجدية وبدوره البنك يربط المخترع بالمستثمر لأخذ التمويلات اللازمة.
حضر الورشة بالاضافة للمخترعين في كافة المجالات ممثلين عن غرفة الصناعة وغرفة الزراعة وغرفة التجارة والجامعة العربية الخاصة وهيئة التخطيط الإقليمي ونقابة صيادلة سورية حيث قدم المخترعون نبذة عن اختراعاتهم والجوائز الحاصلة عليها والمعوقات التي تعترضها من خلال تسجيلها لدى حماية الملكية و أمور أخرى عالقة