معد عيسى
تستمر الأطراف التي تصنع الأزمات في العمل على خلق أزمات جديدة كلما نجحت الجهات المعنية في تجاوز الأزمة السابقة بما يؤكد أن الأزمات المتتالية وراءها طرف واحد تتحقق مصالحه بوجود الأزمات.
المقصود بالكلام هو ما نشهده اليوم من ازدحام على محطات الوقود للحصول على البنزين، فبعد أن تجاوزت وزارة النفط موضوع الاختناق على الغاز من خلال السيطرة على الأمر بالبطاقة الذكية دخلت هذه الأطراف على الموضوع من باب البنزين والمثير في الأمر أن التسريب دائما يكون من مصادر باتت اليوم مكشوفة ومعروفة على الأقل للجهات المعنية التي بدأت تتحرك لفضح هذه الجهات، علما أن هذه الجهات تدرك أنه بسبب الحصار لم تصل أي ناقلة نفط من الشهر العاشر العام الماضي ولولا البطاقة الذكية لكان هناك منذ شهرين اقتتال على محطات الوقود.
تسريب موضوع رفع أسعار البنزين وتأكيد تطبيقه خلال أيام هو السبب وراء ما نراه من ازدحام على محطات الوقود مع العلم أن الموضوع مازال في طور الدراسة ووضع الأسس له في حال تم التوافق على إقراره، وهذه الدراسة حالة طبيعية تقوم بها كل الجهات المعنية مثل حالة دراسة إمكانية زيادة الرواتب التي يتم التطرق إليها كل فترة منذ عامين، ولكنها تبقى دراسات ولم يتم إقرارها، ولم تحدث ضجيجا في الشارع، ولكن من سرب خبر دراسة رفع سعر البنزين وحدد التوقيت هو المسؤول عن أزمة البنزين اليوم.
استكمالا للحملة بالأمس نشرت بعض الصفحات خبرا عن طلب قدمه بعض أصحاب محطات الوقود حول وجود الماء في البنزين مع علم الجميع أن التلاعب بمواصفات الوقود وإضافة الماء له والزيوت المحروقة يتم في محطات الوقود وهي الطرف المستفيد من الاختناق على البنزين، وهذا الأمر ليست وزارة النفط المعنية بتدقيقه وعلى الجهة المعنية أن تتأكد بسحب عينات من محطات الوقود التابعة لشركة محروقات والمحطات الخاصة بنفس التوقيت لأن المصدر واحد.
رئيس الحكومة كان واضحا في تصريحاته، وكذلك وزارة النفط من أنه لم يتم اتخاذ قرار بزيادة سعر البنزين حتى الآن، وأن الأمر مجرد دراسة قد تُعتمد وقد لا تُعتمد ، فلماذا كل هذا الازدحام ؟ فكل مواطن يحصل على مخصصاته بانتظام ولم يكن هناك مشكلة حتى لحظة نشر الخبر. فمن المستفيد من خلق الأزمة؟ ومن خلفه؟
وزارة النفط نجحت في إدارة المخازين وتوزيع الكميات بشكل عادل على الجميع رغم توقف التوريدات، ولكن ذلك تعارض مع مصلحة البعض الذين لا يعنيهم البلد ولا يمكنهم الظهور إلا من خلال الأزمات وأغشى الحقد على عيونهم من رؤية البلد يخرج من أزماته.