سيريانديز
أعلنت وزارة الصحة أن حملة التلقيح الوطنية الأولى لعام 2020 ضد مرض شلل الأطفال وصلت إلى أكثر من 2.6 مليون طفل دون سن الخامسة محققة نحو 94 بالمئة من هدفها.
وفي تصريح صحفي لإعلان نتائج الحملة التي نفذتها الوزارة بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف بين 16 و20 شباط الماضي بين مدير الرعاية الصحية الأولية الدكتور فادي قسيس أن نسبة إنجاز هذه الحملة هي الأعلى خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية حيث وصلت نسب تنفيذ الحملتين السابقتين إلى 91 بالمئة.
وكانت حملة التلقيح استهدفت حوالي 2.8 مليون طفل دون الخامسة ونفذت عبر 967 مركزاً صحياً ثابتاً و2336 فريقاً جوالاً تغطي مختلف المناطق.
وكشف قسيس أن عدداً من المحافظات حققت نسباً عالية بالتغطية ووصلت إلى عدد أكبر من المتوقع نظراً لوجود أطفال من الأسر الوافدة إليها مشيراً إلى أن نسبة تنفيذ الحملة في الحسكة وصلت إلى 111 بالمئة وفي كل من دير الزور وحمص 110 بالمئة ودرعا 108 بالمئة ودمشق 102 بالمئة.
وبيّن مدير الرعاية أن فرق التلقيح الجوالة وصلت للمرة الأولى إلى مناطق في ريف إدلب المحرر بفضل بواسل الجيش العربي السوري حيث تم تلقيح 5500 طفل دون الخامسة فيما لم تستطع الحملة الوصول إلى 270 ألف طفل من المستهدفين بسبب الإرهاب والعدوان التركي في المناطق الشمالية الشرقية.
وتنفذ وزارة الصحة سنوياً حملتي تلقيح وطنيتين ضد شلل الأطفال وفقاً لقسيس الذي لفت إلى أن الوزارة ستطلق قريباً حملة تلقيح تحت وطنية لتغطية المحافظات ذات النسب المتدنية وبعض المناطق التي لم يتم الوصول إليها.
وأوضح الدكتور قسيس أنه بهدف تأمين خلو سورية من وباء شلل الأطفال أحدث العام الماضي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مخبر الترصد البيئي الذي تسعى الوزارة ليكون مخبراً مرجعياً معتمداً عالمياً ويغطي حالياً 13 محافظة من خلال 16 موقعاً حيث يقوم فريق العمل فيه بالتعاون مع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بأخذ عينات من مياه الصرف الصحي من أماكن محددة وترصد وجود فيروس شلل الأطفال فيها.
من جانبه نوه مدير برنامج استئصال شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية الدكتور اسكندر حنا بالتعاون المثمر مع وزارة الصحة لجهة تنفيذ حملات التلقيح والترصد الوبائي موضحاً أن برنامجي تلقيح شلل الأطفال والحصبة من أقوى البرامج في سورية نظراً للكادر الكبير والمؤهل والمدرب العامل في هذا المجال إضافة إلى تعدد استراتيجيات العمل التي تضمن وصول اللقاح إلى عدد كبير من الأطفال المستهدفين وهو ما يمكن سورية من تجاوز أي طارئ كما حدث عامي 2013 و2017 حين عاد ظهور شلل الأطفال ببعض المناطق بها ونجحت بالقضاء عليه بوقت قياسي.
يذكر أن سورية أعلنت للمرة الأولى خالية من شلل الأطفال عام 1995 ليعود عام 2013 عبر إصابات بفيروس بري باكستاني المنشأ حملته المجموعات الإرهابية المسلحة فأطلقت وزارة الصحة على إثرها سلسلة حملات تلقيح وطنية نجحت في قطع سراية الفيروس ولم يبلغ حينها عن أي حالة جديدة منذ بداية عام 2014 لكن المرض عاد في حزيران عام 2017 بعد تسجيل إصابات بفيروس متحور في دير الزور لتتابع حملات التلقيح حتى إعلان منظمة الصحة العالمية نهاية عام 2018 خلو سورية مجدداً من شلل الأطفال ووصفه بالانتصار للصحة العامة على المستوى الإقليمي والعالمي.