سيريانديز – مجد عبيسي
كانت وزارة التربية قد طلبت من مديرياتها كافة بداية شهر أيار إبلاغ أصحاب المؤسسات التعليمية الخاصة عدم زيادة الأقساط السنوية قبل الحصول على موافقة الوزارة أصولاً، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالف منها، ومساءلة المعنيين بالإشراف عليها في حال عدم إبلاغهم عنها، وتوجيه الراغبين بزيادة أقساطهم السنوية برفع مقترحهم للوزارة بالزيادة في موعد أقصاه 15/7/2020م ولا يتم النظر بأي طلب بعد تاريخه، ليتم دراستها واعتمادها أصولاً.
ما الذي حصل ؟!
وكأنما المدارس الخاصة قد ضربت بطلب وزارة التربية عرض الحائط غير آبهة بإجراءاتها القانونية، إذ انهالت علينا الشكاوى من مواطنين تتفق أن المدارس الخاصة قد "أجرمت" بالأقساط بزيادات كبيرة تراوحت بين 200 الف ليرة عن العام الماضي، وبين مليون ليرة !!.. فهل يعقل أن تزيد مدرسة خاصة قسطها من 550 ألف ليرة إلى مليون ونصف ضربة واحدة؟!
هذا الجشع أدى لامتعاضات واتفاق شبه كامل بين الأهالي على هجر المدارس الخاصة.. والاستعاضة عنها بالدروس الخصوصية، كي لا يشعر البعض–على حد تعبيره- أنه بقرة حلوب بنظر المدارس الخاصة.
المواطنون يصفون زيادات الأقساط هذا الشهر باللامنطقية وغير المقبولة، وتنافي القانون والمنطق والشرع والأخلاق!!.. حتى بات البعض يرى زيادة القسط بمقدار 100% فقط، هو رحمة !!
وصلتنا شكاوى متعددة الصيغ والمشكلات.. سنلخصها للمعنيين:
البعض يلقي اللوم على وزارة التربية، إذ خرجت بتصريحات مختلفة متكررة قبل صدور القرار النهائي بخصوص الأقساط، مما وضع الأهالي تحت سيف الأقساط المتغيرة وسياسة الأمر الواقع، وهذا –حسب تعبيرهم- يؤثر على سمعة ومستقبل المدارس الخاصة والتعليم الخاص بالمجمل.
ومن جانب آخر، تساءل البعض: هل يعقل بمدرسة اذا اردت ان تنقل ابنك منها أن تدفع لهم "أتاوة".. وإلا فلن يعطوك الأوراق؟!
نعم، لقد عد البعض تقاضي مبالغ إضافية 80-100 الف ليرة سورية من الأهالي المسددين للأقساط الكاملة عند سحب أولادهم بسبب غلاء أقساطها، عدوه استغلالاً وضرباً من الجنون!!... وذريعة المدرسة أنه فرق قسط عن العام الماضي..!
بعض المدارس امتنعت من تسليم الجلاءات لأهالي الطلاب حتى يسددوا تتمة الأقساط، علماً أن التلامذة لم تداوم سوى شهر من الفصل الثاني من أصل أربعة أشهر، أي حصل وفر كثير من مصروف الكهرباء والماء والمازوت والمواصلات ومواد نظافة وتعقيم وأجار عمال نظافة وغيرها، مما يتوجب معه إعادة جزء ولو يسير للأهالي المسددة للأقساط الكاملة من باب احترام حقوق الأهل أو من باب الدعاية للمدرسة، لا أن يطالبوا بتتمته !!...
وهنا نذكر بالمثل الشعبي المتعلق بفرعون الذي "تفرعن" حين لم يجد من يرده!!.. ونضعه برسم وزارة التربية.
|