انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر القمح العربي في منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة أكساد بريف دمشق، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وبمشاركة 13 دولة عربية افتراضياً عبر الإنترنت.
ويتناول المؤتمر الذي يستمر ليوم غد مناقشة أوضاع زراعة محصول القمح وإنتاجه في الدول العربية والتقانات الزراعية المستخدمة، والصعوبات التي تعوق تحسين مستويات الأمن الغذائي العربي، والآثار السلبية للتغيرات المناخية على زراعة الحبوب، وسبل تعزيز الاستثمارات، واقتراح برامج وخطط عمل مبتكرة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من القمح في المنطقة العربية.
وفي كلمة له خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، شدد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور فايز المقداد على دعم الوزارة لمركز أكساد ونشاطاته في استنباط أنواع جديدة من القمح الذي يصدر إلى جميع الدول العربية، مشيراً إلى أهمية العمل التشاركي، والسعي لتحقيق التنمية الزراعية رغم التحديات الكبيرة، وخاصة التي تتعلق بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص.
وبين الوزير المقداد أن سورية حققت الاكتفاء الذاتي في محصول القمح على مدار سنوات طويلة، لكن الظروف التي مرت بها في السنوات الأخيرة أثرت بشكل كبير على ذلك، مشيراً إلى أهمية تطوير البحوث العلمية الزراعية بالتعاون بين خبراء أكساد ووزارة الزراعة، وتقديم هذه الخبرات والنتائج إلى الدول العربية الشقيقة للوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي في جميع الدول.
بدوره أوضح مدير عام منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة أكساد الدكتور نصر العبيد أن المركز وضع مسألة تطوير إنتاج القمح في الوطن العربي في أول اهتماماته وإستراتيجيات عمله، ونجح خبراؤه في استنباط وتطوير 87 صنفاً جديداً من القمح والشعير تتميز بصفات إنتاجية عالية.
ولفت العبيد إلى ضرورة أن تستثمر طاقات الإنتاج الكامنة في الدول العربية، وخاصة في السودان والجزائر والعراق وسورية التي تؤمن إنتاج ما لا يقل عن 15 مليون طن سنوياً، وهذا يعني الاقتراب من الاكتفاء الذاتي من القمح في الوطن العربي.
ونفذ مركز أكساد وفق العبيد العشرات من المشاريع التنموية والإنتاجية، حيث زود العديد من الدول العربية بأصنافه المتميزة التي تهدف إلى رفع إنتاج القمح في الدول العربية لتغطية العجز الحالي في الإنتاج، وتقليص الفجوة القائمة بين الاستهلاك السنوي للقمح في الدول العربية، والمقدر بنحو 60 مليون طن، والإنتاج الذي يصل إلى 25 مليون طن سنوياً، الأمر الذي يضطر الدول العربية إلى استيراد نحو 35 مليون طن كل عام قيمتها 10 مليارات دولار.
وفي تصريح صحفي، بينت عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق الدكتورة عفراء سلوم أهمية المشاركة في المؤتمر لجهة ربط كلية الهندسة الزراعية وجامعة دمشق مع المنظمات المختلفة التي تعني بهذا القطاع المهم، مشيرة إلى دور الكلية في نقل أحدث التقانات والأبحاث العلمية وطرحها في المؤتمرات والمنابر العلمية المهمة لتكون مفتاحاً إلى تعزيزها على أرض
الواقع، والحصول على شركاء يدعمون البحث العلمي في كلية الهندسة، ويكونون مؤشراً إلى مستقبل مهم.
من جانبه أكد مدير إدارة الموارد النباتية في أكساد الدكتور وليد الطويل أن المؤتمر يشكل فرصة للقاء نخبة متميزة من الباحثين العرب للخروج بعدد من التوصيات المهمة المتعلقة بالإجراءات الواجب اتخاذها لتحسين إنتاج القمح، وإنشاء برامج إكثار البذار، وتطبيق المعاملات الزراعية السليمة، وتأسيس بنية تحتية زراعية مناسبة، وإنشاء مشاريع حصاد المياه، وتطوير أنظمة الري، إضافة إلى تشجيع استثمارات القطاع الخاص في تصنيع مدخلات الإنتاج.
ويشارك في المؤتمر وعبر تقنية الفيديو كونفرنس إدارة المنظمات في جامعة الدول العربية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا”، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمركز الدولي للزراعات الملحية “إكبا”، والهيئة العربية للاستثمار الزراعي، وأكثر من 100 باحث اختصاصي في مختلف المجالات المتعلقة بزراعة وإنتاج القمح من الدول العربية.
وحضر المؤتمر نقيب المهندسين الزراعيين الدكتور علي سعادات، ورئيس الاتحاد العام للفلاحين أحمد صالح إبراهيم.