سيريانديز- رولا أحمد
رغم كل الصعوبات التي واجهت القطاع الصحي والازدحام الغير مسبوق لمرضى المشافي ناهيك عن خروج بعض المشافي والمؤسسات الصحية عن الخدمة نتيجة الاعتداءات الإرهابية المتكررة، رغم كل ذلك وأكثر استمر القطاع الصحي بتقديم خدماته في استقبال الأعداد المتزايدة من المرضى، ومن هذا الباب نطرح وبرسم وزارة الصحة وجود مشفى أطفال حكومي وحيد في سوريا برمتها وهو مشفى الأطفال الجامعي بدمشق.
وفي السياق وردت لسيريانديز بعض الشكاوى من العامة عن نقص الكوادر وضعف كفاءتها، إضافةً إلى ورود أخطاء في تشخيصات بعض الأطباء لحالات مرضية على مدى فترة زمنية طويلة، يتعرض خلالها الطفل لخطر الموت أو تفاقم المرض نتيجة تعدد التشخيصات وطرق العلاج من الكادر الطبي سواء في المشافي الخاصة أو العامة في المحافظات أو عيادات الأطفال الخاصة.
سيريانديز رصدت توثيقاً لبعض هذه الحالات، حيث أكد قريب الطفلة ماريا 11 عاماً أنها عانت من مرض عضال على مدى عامين، حيث اصطحبها إلى مشفى خاص بمحافظة حماة، لكن لم يتمكن الدكتور س من تشخيص الحالة ومعرفة المرض طوال شهر من المعاينات، بل طلب من الأهل تغذية الطفلة بشكل جيد، لكنها لم تتحسن، وفي مشفى آخر وصف أحد الأطباء للطفلة دواء فلاجيل فقط دون معرفة المرض، وفي حالة إسعافية نقلت الطفلة إلى مجمع الأسد الطبي بحماة ليتفاجئ الأهل بعدم وجود كادر من الممرضين ليقوم بإسعاف الطفلة لذلك قامت طبيبة نسائية من المشفى بإجراء الإسعافات السريعة، وكشف الوالد أنه تكلف ما يقارب 150ألف بين عدة مشافي، وفي نهاية المطاف نقل الطفلة إلى مشفى الأطفال بدمشق مؤكداً أنه خلال ساعات معدودة تمكن الأطباء من تشخيص المرض ليتبين أنها تعاني من سرطان في الدم، وما زالت الطفلة تتلقى العلاج في المشفى.
تتكرر الحادثة مع الطفل أنس صاحب الأربع سنوات من مدينة حمص، أنس لا يستطيع المشي حتى الآن، بسبب إصابته بهشاشة العظام، وبهذا الخصوص بين والد الطفل لسيريانديز أنه دفع نحو 200ألف ليرة لإجراء عمليتين جراحيتين للطفل في قدميه اليمنى واليسرى وصفهما الأب بالإخفاق وقالت الأم أن الطبيب لم يكن موفقاً في العمل الجراحي، ومن خلال بصيص من الأمل حمل الأهل ولدهم ليتلقى عمل جراحي آخر وصف بالنجاح بإشراف أخصائي الجراحة العظمية في مشفى الأطفال الجامعي بدمشق الدكتور رستم مكية وما زال العلاج مستمراً، وهناك المزيد...
وحول هذا الموضوع أكد مدير مشفى الأطفال الجامعي الدكتور مازن حداد لسيريانديز، أنه لا يمكن النظر إلى هكذا حالات على أنها أخطاء طبية بل يمكن القول أنها اختلاط لعمل جراحي أو معالجة معينة، وربما يكون هناك حالات صعبة يتم إرسالها لمشفى الاطفال ويتم التعامل معها على أكمل وجه، وأشار إلى أن الازدحام على المشفى سببه الرئيسي كونه المشفى المركزي.
ولفت بدوره إلى المحاولة الجادة لتوسيع شعبة الدمويات وإنشاء مشفى مختص بأمراض الدم عند الأطفال بالإضافة إلى تفعيل الحواضن في المشافي الصغيرة والمستوصفات لتخفيف الضغط عن مشفى الأطفال.
يذكر أن عدد مرضى الدمويات التي تقصد مشفى الأطفال تترواح بين 100-150 طفلاً شهرياً، كما تتراوح نسبة الوفيات كل شهر بين 6-9%.
ويبقى الحال عليه طالما لا توجد خطة لمشفى آخر يختص برعاية الطفولة في سورية وهذا برسم المعنيين فمن المفترض أن يكون هناك تصور لحل أو تبرير منطقي لما سبق طرحه بعيداً عن يافطة قلة الميزانية، ويجري الانتظار...!!!