سيريانديز - سومر إبراهيم
كما تنقّي النار المعادن الثمينة من الشوائب ، وكما في الأزمات والحروب تظهر معادن الرجال. عرّت الأزمة السورية الحقائق وكشفت النقاب عن كثير من الخفايا الداخلية منها والخارجية ، وعرّت الكثير من الأشخاص ، وأثبتت أن الشعارات البرّاقة وكثرة التصفيق لا تعبر عن أدنى وطنية ، لأن المشاعر التي تستنجد بالبوح مشاعر نصف كاذبة ، فالعمل والتضحية وتطبيق الشعارات في الخفاء وليس تحت الأضواء هذا ما يحتاجه الوطن .
إن التراخي والركود والترهل الذي أصاب الكثير من مفاصل الدولة من وزارات ومؤسسات ودوائر حكومية ، هو انعكاس تام لعمل القائمين عليها ، والمؤتمنين على مقدراتها و المسؤولين الأوائل عن حالة الهرم التي أصابت هذه المفاصل ، جاعلين من الأزمة والأحداث شمّاعة ً يعلقون عليها فشلهم وقلة أمانتهم وفسادهم .
ليس الخيانة فقط أن تعلن انشقاقك أو تحمل السلاح ضد الدولة أو تهجر وطنك عندما تعصف به الملمّات . بل هي أيضاً أن تكون أداة تخريب خفية ومنشق غير معلن ، حامل سلاح الفساد الغير مرئي كسوس ينخر في جسد الدولة ، إنها خيانة وظيفية موصوفة وممنهجة خطيرة ، مكافحتها توازي الحرب المعلنة ضد الإرهاب .
وسط هذا كله لا يزال في سورية قلوباً تنبض بالحياة ، وشرايين يضخ الدم الوطني الصافي فيها ومؤسسات يجري حب الوطن في عروقها ، متمثلة بمديرها النزيه والعناصر الشريفة فيها - على قلتهم - الذين يشكلون جسداً واحداً متكاملاً يشبه الجندي السوري بعطائه وتضحياته . هذا كان حال وزارة الكهرباء بكل مؤسساتها ومراكزها وفروعها - وهنا لا أعمم وأخص الشرفاء منها من رأس الهرم الذي كان فيها و الذي عمل كقائداً ميدانياً ، إلى كامل الجسد وبالأخص أولئك الجنود المجهولين ( عمال صيانة المحطات والخطوط الكهربائية ) ، الذين عملوا ليل نهار تحت كل الظروف وفي كل الأوقات والأماكن بلا كلل أو ملل للتخفيف من آثار الحرب ، وبهدف تبديد الظلام التي حاولت القوى التكفيرية الظلاميّة نشره ، محاولةً منهم لإيصال النور إلى كل بيت للتخفيف عن المواطن السوري الذي خيم ظلام الحرب على قلبه .
وهنا نترقب أن تعم الإنجازات كل مفاصل الدولة لما فيه صالح المواطن بالدرجة الأولى ، وتتغير الصورة التي رسمتها الحكومات الماضية ، وتردم هوة الثقة التي توسعت بين المسؤول والمواطن .
وأسرة موقع "سيريانديز" وجريدة " بورصات وأسواق " تبارك لرئيس الحكومة الجديد ثقة القيادة به وتتمنى له النجاح في مهامه ، لأن أفضل ثناء منحه إياه قائد الوطن أن كلفه بقيادة المرحلة القادمة من صناعة القرار الذي قد يؤَسَّس عليه لعقود طويلة