سيريانديز- مودة بحاح
المطعم الذي كان مخصصاً لتذوق المأكولات الفرنسية والتلذذ بالمعجنات الباريسية، تحول اليوم وبفضل جهود عدد من المتطوعين إلى مكان يعج بالطلاب الباحثين عن مكان ملائم للدراسة يوفر لهم الدفء والإضاءة والماء أيضاً، دون أي مقابل إلا امتلاكهم بطاقة جامعية تثبت ارتباطهم بإحدى الكليات، والأهم من ذلك امتلاكهم نية حقيقة بالدراسة والالتزام بالهدوء.
توضح رين الميلع صاحبة الفكرة -وهي اعلامية ومُؤسسة مشروع أكشن لتنمية المهارات المهنية- بأن الفكرة جائتها بعد استلامها لهذا المقر من محافظة دمشق، وملاحظتها معاناة المتطوعين الناشطين معها في مشروعها والذين يشتكون دائماً من انقطاع الكهرباء في منازلهم وصعوبة الدراسة، كما يعاني بعضهم الآخر من عدم توفر الظروف الملائمة للتركيز في منازلهم في ظل تواجد أعداد كبيرة في المنزل نفسه، لهذا قررت فتح أبواب المقر للجميع من متطوعين وغيرهم ليستفيدوا من الخدمات المتوفرة.
وتشرح الميلع بأن المكان يتسع لحوالي المئة شخص، ولضمان وصول الفائدة لأكبر عدد ممكن قرروا تقسيم ساعات توفر الكهرباء إلى عدة فترات، على أن يتم تغير الطلاب في كل فترة واستقبال طلاب جدد، ويمتد وقت الدراسة في المقر من الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 2 ظهراً، ومن الساعة 5 بعد الظهر حتى الساعة 10 مساءً، وتضيف بأنهم يمكن للبعض خاصة القادمين من مناطق بعيدة أن يبقوا لأكثر من ثلاث ساعات إذا لم يكن وجودهم على حساب طالب آخر.
وتختم الميلع بأن بعض الشركات أبدت اهتماماً بمبادرتهم، وحصلوا مؤخراً على دعم من شركة بسكويت وشركة مارتديلا وهاتين الشركتين تقدمان منتجاتهما للطلاب بالمجان خلال فترة دراستهم.
من جانبه، يوضح أحد الطلاب أن المشروع الذي انطلق منذ أيام قليلة شكل بالنسبة له حل مناسب لتوفير مكان ملائم للدراسة، فخلال أزمة التقنين تمسي القراءة مهمة صعبة للغاية خاصة حينما تترافق مع نقص التدفئة، ويشير هذا الطالب بأنه حالياً قسم وقته بما يتناسب وحضوره إلى مقر "أكشن" فخصص الفترة الصباحية للدراسة في البيت وفترة المساء للمتابعة في هذا المقر.
ويذكر طالب آخر أن التجربة جيدة ويتمنى لو يتم تعميها في مناطق أخرى كي تكون قريبة من الجامعات ومن سكن الطلاب، باعتبار أن المواصلات تستهلك جزءاً كبيراً من الوقت المخصص للدراسة، ولكنه في ظل انقطاع الكهرباء المتسمر في منزله فهو لا يملك أمامه سوى الدراسة في الأماكن العامة كالمكتبة الجامعية ومقر أكشن.
التجربة التي مازالت في بدايتها شكلت مساعدة مهمة للكثير من الطلاب وخاصة مع اقتراب موسم الامتحانات وزيادة ساعات التقنين، ويأمل الطلاب والقائمين عليها الحصول على مزيد من الدعم من الفعاليات الاقتصادية ليتمكنوا من الاستمرار في هذه التجربة.