خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
ليس من العدل أن يصنف العطاء ويحدد له مراتب وخاصة إذا كان يندرج تحت أسمى أنواعه، وهو تقديم الروح والجسد فداءً للوطن ومقابل الزود عنه وعن سكانه بدون استثناء، إنها الشهادة .. التي تجلت بأسمى قيمها في سورية .
عندما قدم الشهيد أثمن ما يملك كان يعلم مسبقاً بأنه يقدم ذلك للوطن متجرداً، دون أن يميز حينها بين صغير أو كبير، أنثى أو ذكر، غني أو فقير، نزيه أو فاسد ...!!!
وعندما تقبل أهله عطاءه .. لم يصرخوا: هذا شهيدنا نحن فقط .. بل شهيد سورية كلها ..!!!
ليس ثمة أصعب من فقد الأم والأب لفلذة كبدهم، لأنه الأغلى وبعده لاقيمة لشيء ، وليس هناك فاجعة أكبر من خسارة الأبوين لولدهما بعد أن حملت فيه أمه ووضعته وربياه وكبر أمام أعينهما وتعلم ووضعا فيه أملهما للمستقبل ..وفنيَ جسديهما ليصبح شاباً، وبعدها يقدموه قرباناً بهدوء للشهادة .
مادفعني لكتابة هذه الكلمات ماصدر من قرارات مؤخراً صنفت الشهداء من جهة التعامل مع ذويهم وخاصة فيما يتعلق بموضوع التعيين .. لنتساءل : هل الشهيد العاذب نصف شهيد بتصنيف الحكومة ..؟؟ وهل المتزوج شهيد كامل لجهة زوجته وأولاده فقط ...؟؟
وهل الأم والأب والأخوة درجة أخيرة بتصنيفها أيضاً ...؟ وهذا بالتأكيد مخالف للقانون الإلهي القائل « وقضى ربك ألا تعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا » أي بعد عبادة الله وحده إحسان الوالدين ... !!!؟؟
في القرار الصادر مؤخراً :
التعليمات التنفيذية للقرار رقم ( 7 / م.و) لعام 2017 الخاص بتعيين ذوي الشهداء من الزوجة والأولاد، والمتضمن :
أولاً: المستفيدون من فرص العمل: الزوج غير العامل في الدولة، و في حال تعدد الزوجات تحصل على هذه الفرصة كل زوج غير عامل في الدولة .
ويحصل على هذه الفرصة أحد الأولاد الذي يختاره الزوج من غير العاملين في الدولة في حال كان الزوج عاملاً في الدولة أو متعاقداً أو لا يرغب بالتعاقد.
ثانياً : المستفيدون من فرصتي عمل في حال وجود أكثر من شهيد في الأسرة الواحدة: الزوج وأحد الأولاد من غير العاملين في الدولة، واثنان من الأولاد من غير العاملين في الدولة في حال كان الزوج عاملاً أو غير راغب بالتعاقد.
ثالثاً: يستفيد من التعاقد الأولاد حصراً سواء كانت فرصة عمل واحدة أو أكثر في حال كان الزوج مطلقاً أو متوفياً أو (متزوجاً من أخرى إذا كان الشهيد أنثى) .
رابعاً: في حال تعذر استفادة أياً من الزوج أو الأولاد من أي فرصة عمل ممنوحة بموجب القرار 7/م.و ولأسباب تتعلق بهم فإنهم يستفيدون من أشكال الدعم الأخرى، التي ستقدم لهم لاحقاً وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة.
طبعاً هذا القرار راعا فقط الزوجة والأولاد حتى الزوجات إن وجدت، دون أي اعتبار للام والأب..؟؟، وعند متابعتنا لما سيصدر لاحقاً تفاجأنا بالقرار :
ذوي الشهداء ( الأم . الأب . الأخوة ) يخضعون للقرار رقم /10 / الصادر بتاريخ 29 / 3 / 2015 المتعلق بتخصيص 50 % لذوي الشهداء في المسابقات العامة.
طبعاً الأم والأب بعد أن فقدوا الغالي لن يأسفوا على الرخيص، ولكن من المعيب أن نخضعم لعناء المسابقات ومهاتراتها للحصول على دخل يقيهم العوز والحاجة وهم الأحق بفرص العمل وخاصة مع ابنهم الشهيد العازب .
تصنيف غير عادل نضعه برسم أصحاب القرار حتى لايبقى في سورية أنصاف شهداء ...!!!!