أيمن قحف – بكين
ربما كان مشهد فريق المعهد العالي للعلوم التطبيقية –الذي دمر العدوان الثلاثه أحد مبانيه العلمية- وهو يجلس بعد يومين من العدوان بمواجهة فريق جامعة هارفارد الأمريكية وبجانبه فرق جامع إم آي تي الأمريكية وهما أهم جامعتين في العالم وطلبتنا يرمقونهم بنظرات التحدي ولسان حالهم يقول:نحن هنا أتينا من سورية يوم العدوان..ربما كان هذا أجمل مشهد رأيته بغض النظر عن النتائج...
صحيح أنه يمكننا أن نشيد بكل من يمثل سورية ويحقق انجازات في الفن والرياضة ،ولكن رهان المستقبل بتطلب أن نقدر عالياً انجازات العقول السورية المبدعة في مجال البرمجيات لأن اقتصاد المستقبل هو اقتصاد الابداع..
حجز فريق جامعة دمشق المشارك في النهائي العالمي الثاني و الاربعون للمسابقة البرمجية الجامعية الذي اقيم في العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي مكانه بين المائة الأوائل على مستوى العالم ،وحازت جامعة دمشق على المرتبة 56 من بين 140 جامعة متقدمة على جامعات أمريكية وأوروبية عريقة مثل كولورادو وسانت لويس وويسكنسن والقاهرة...وهو يشكل انجازاً ضمن ظروف طلبتنا وجامعاتنا..
شاركت في المسابقة خمس فرق من جامعات دمشق ، تشرين ، البعث و المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا و حققت الفرق السورية نتائج متميزة ضمن منافسة شديدة ضمت نخبة المبرمجين من أفضل الجامعات العالمية ، حيث تصدر الفرق السورية فريق جامعة دمشق الذي نجح في حل اربعة مسائل و تلته على التوالي فرق جامعة البعث و المعهد العالي وجامعة تشرين بثلاثة مسائل في حين قام الفريق الثاني من جامعة البعث بحل مسألتين و نالت كل الفرق السورية شهادة تقدير لادائها المتميز.
من الجدير بالذكر أن هذه المسابقة تعد المسابقة الأعرق في مجال البرمجة و تنظم منذ عام 1977 من قبل ادارة المسابقة البرمجية ICPC Faundation المستضافة في جامعة بايلور الاميركية و برعاية جمعيتي ACM و Upsilon Pi Epsilon الأمريكيتين، و تتنافس فيها فرق برمجية جامعية يتألف كل منها من ثلاثة متسابقين يعملون على جهاز واحد لحل اكبر عدد من المسائل المستوحاة من الحياة تحت شعار فكر، أبدع، قدم حلا.
و يتم تأهيل الفرق لخوض النهائي العالمي في مسابقات ذات عدة مستويات ضمن قواعد و معايير موحدة في جميع مواقع المسابقات التي اقيمت العام الفائت في 530 موقعا شاركت فيها 3098 جامعة من 111 دولة موزعة على ستة قارات، وصل منها الى المسابقة النهائية 140 ضمت 12 فريقا يمثلون المنطقة العربية، بينها 5 فرق مصرية و خمس فرق سورية و فريق أردني و فريق مغربي.
وقال الدكتور جعفر الخير المدير الوطني للمسابقة أنه سيتم البدء على الفور التحضير للمسابقة على الصعيد العربي بكفاءة عالية لتحقيق حضور أكبر وأكثر فعالية في المسابقة العالمية ،وأعرب عن تقديره لمشاركة رؤساء الجامعات ودعمهم ولدور سفارة سورية في بكين وسفارة الصين في دمشق والجامعة الافتراضية ولأجنحة الشام للطيران الداعم الرئيسي للمشاركة السورية في بكين..
من جهتهما أعرب كل من بيل باوتشر الرئيس العالمي للمسابقة ومحمد فؤاد المدير الإقليمي للمنطقة العربية عن سعادتهما وتقديرهما للمشاركة السورية المميزة في بكين.
و قد تميز النهائي العالمي بحضور قوي لجامعات النخبة التي تحوز على مراتب متقدمة في تصنيف الجامعات عالميا و حصل 13 فريقا غلى ميداليات مختلفة و تربعت على عرش البطولة جامعة موسكو الحكومية في حين حلت جامعة بكين في المركز الثالث و معهد MIT الشهير في المركز الحادي عشر، و حصلت جامعة الأميرة سمية على لقب بطل المنطقة العربية و افريقيا بأربع مسائل محلولة.