كتب فادي رحمون
هل هذا التوصيف الوظيفي لمديرية العلاقات العامة في (وزارة الإعلام) بعد عملية الإصلاح الإداري؟؟؟؟؟
يبدو لدينا إصرار بعدم فهم أو استيعاب أساليب الإدارة الحديثة وما نخسره لايقدّر بثمن. تذكرت عندما تمّ قبولي بإحدى المؤسسات الإعلامية كمدير علاقات عامة، وبعد تقديم خطة للقسم تمّ إعلامي بأن ما يحتاجه القسم أبسط بكثير، كاستقبال الضيوف والحرص على تقديم الضيافة لهم بطريقة لبقة، فكان جوابي على ورقة الاستقالة "
الأفضل لكم فتح شاغر Office boy ابن عالم وناس" إلى متى هذا الجهل وإضاعة الوقت... أي قسم أو مديرية في مؤسساتنا تعوض ما نخسره بغياب توصيف حقيقي مهني دقيق ينوب عمّا كانت سنتجزه العلاقات العامة ونحن بأمس الحاجة لها اليوم في المؤسسات.. من سيهتم بصورة المؤسسة، وإدارة سمعتها، من سيهتم باستطلاعات الرأي العام وتحديد اتجاهات الجمهور
من سيضع الخطط لتهيئة أذهان المواطنين لما سيصدر من قرارات ولننهي عصر القرارات المفاجئة والتي دائماً ما تقود إلى الفوضى وحالة الرفض، ألم يحن الوقت ليخرج علينا من مؤسساتنا أشخاص يحترمون المواطن ويقومون بتفسير ما يستجد من قرارات ويعملوا على إقناعنا بأسباب اتخاذها
ألم نتعلم رغم كل هذه السنوات بأن الأزمات لاتدار بشكل عفوي وتجريبي وأن أثر ذلك قد يكون كارثياً أكثر من آثار الأزمة نفسها، وأن الأزمات تدار بنظريات وطرق علمية قد نتجنب الكثير من سلبياتها إذا ما تعاملنا معها بمهنية وتخصص وقد نجد خلالها فرصاً حقيقية، من سيبني خطط التواصل الحقيقي والفعال بين المؤسسة والمواطن، ومن سيستثمر كل أدوات التواصل لبناء الثقة والمصداقية
وكيف سنستخدم مواقع التواصل لهذه المؤسسات إن كان من يديرها يعتبرها جريدة أو مجلة ويقوم بالنشر عليها باتجاهٍ واحد دون أي اعتبار لما يرد من ردود للاستفادة منها وتحليلها والتعرف على آراء المواطنين تجاه البرامج والقضايا المطروحة لتقويم العمل أو بالحد الأدنى الإجابة عليها وهو أضعف الإيمان، من سيتنبأ بالمشكلات قبل حدوثها ويرسم الخطط للتغلب عليها أو يتداركها بالنصح قبل إصدار القرارات والوقوع بها ...
وغير ذلك الكثير والذي لايمكن لأي دائرة أو مديرية أن تفعله أو تقدمه في ظل غياب هذا العضو الهام في جسد المؤسسة. فهمنا العلاقات العامة ونمارسها كما ورثناها عن "الحجي الي كان يدير الدكانة" ولا يحمل أي شهادة بالإدارة أو حتى حضر ورشة عمل بها، ولم نبذل أي مجهود في سبيل تطوير هذا الفهم القاصر والذي لايتعدّى ٥٪ من طبيعة عملها وما يجب أن تقوم به
وبالتالي قصور وفشل بالنتائج المرجوة والآثار السلبية المتراكمة جيلاً بعد جيل، حيث تزداد الفجوة بين الحكومات المتعاقبة والمواطن وتنعدم المصداقية والثقة بسبب هذا القصور ليصبح التواصل بأدنى مستوياته لدرجة الانقطاع تماماً. للأسف نعطي الورشات بأهمية العلاقات العامة ودورها في تطوير القطاع الحكومي ومؤسسات الدولة، وعلى أرض الواقع نكون أبعد ما يمكن عن ذلك نتيجة تعنّت وجهل بما سيقدمه هذا التخصص إذا ما تمت ممارسته بالشكل الصحيح وأعطي مساحته الكاملة.