لم يعد من الوارد ان يتعامل أيٌ منا بمنطق عدم الاكتراث وعدم الاحساس بالمسؤولية عما يجري حوله وان يكتفي بالشكوى في حال وجود مشكلة دون ان يعتبر نفسه معنياً بل من الضروري ان يكون جزءاً من الحل..
أمامنا تحديات المياه والطاقة والغذاء التي أصبحت حديث العالم بأكمله، حتى في الدول المتقدمة وذات الوفرة بكل شيء بدأت تتحسس مخاطر المستقبل وتخطو خطوات ترشيد الاستهلاك.
إذا نظرنا الى عاداتنا الاستهلاكية نجد أن نسبة كبيرة منا تساهم في هدر المياه وهدر الكهرباء وحتى هدر الخبز والمواد الغذائية، بعضنا اهمالاً وقلة احساس بالمسؤولية، وبعضنا لا يميز ما بين الهدر والتبذير وما بين الكرم فيظنون إطفاء الإنارة أو عدم هدر المياه بخلاً وليس ترشيداً، ويظنون عدم وضع كميات كبيرة من الطعام والخبز أمام الضيوف والأولاد يخرج عن القيم العربية الأصيلة في الكرم وحسن الضيافة.
إن مواجهة المستقبل وتحدياته أمر يعنينا ويعني مستقبل أولادنا قبل أن نلقي بالمسؤولية واللوم على الحكومة و على الآخرين، إن دور منظمات المجتمع الأهلي من نقابات ومنظمات شعبية وجمعيات أهلية وأندية وغيرها كبير جداً في خلق ثقافة ترشيد الاستهلاك...
ومن المهم جداً أن يبذل الاعلام قصارى جهده لتوعية الغافلين عن خطورة هدر المياه والطاقة والغذاء على مستقبل أولادنا.
أما من جانب الحكومة، فالترشيد المنتظر يقتضي اليوم بعض الانفاق سواء في التوعية أو في دعم أنشطة تساهم في الترشيد مثل استخدام الري الحديث والتدفئة بالطاقة الشمسية وصنابير المياه الأقل استهلاكاً والأسمدة والبذار الأكثر إنتاجية... الخ واستخدام أنظمة العزل الحراري في المساكن....الخ.
التحديات كبيرة ولم يعد وارداً أن أقول «مالي علاقة».... فالجميع مسؤولون ومن لا يساهم في حماية الموارد لا يحق له ان يطلب الخدمات والامتيازات...