في الطريق مابين فيينا العاصمة النمساوية وبراتسلافا عاصمة سلوفاكيا والذي لايتجاوز طوله 60 كيلو متراً تتوضع المئات بل ربما الآلاف من طواحين الهواء العملاقة التي تولد الطاقة الكهربائية.
هذه الطواحين تدور فتولد كميات هائلة من الطاقة الكهربائية «الرخيصة» دون ان تؤذي أي نشاط زراعي او تنموي او بيني بل حتى مظهرها يبدو جميلاً جداً سواء من البر او من الجو.
ذكرتنا تلك الطواحين بالعرض الاسباني الذي قدمته لسورية لتمويل هكذا مشروع في سورية بكلفة 6 ملايين يورو منذ اعوام.. مع مشهد طواحين الهواء مابين النمسا وسلوفاكيا حضرت الى الذهن عشرات المشاريع التي سمعنا او قرأنا او حتى حضرنا الاتفاقات حولها وآخرها الشركات الالمانية التي وقعت اتفاقاً مع الحكومة لتأسيس شركة لهذا الشأن وخصصت لها الارض المطلوبة في المدينة الصناعية بحسياء.
المشروع أجّل كما غيره والاسباب غير واضحة وان كان البعض يقول ان الخلاف كان على «قروش» في تسعيرة الطاقة مابين وزارة الكهرباء والشركات المنتجة.
بكل الاحوال ومع ازمة الطاقة العالمية وارتفاع اسعار النفط ومشتقاته والحاجة المتزايدة في سورية للكهرباء والتي ستصل الى 50 مليار ك وس في 2020 سنحتاج 800 ميغا واط سنوياً.
واذ اتذكرنا ان احدى الدراسات لمركز بحوث الطاقة لبناء محطة ربحية تقول ان الكلفة ستكون 6 ملايين يورو بقرض اسباني وتولد 800 ميغا سنوياً سنجد ان محطة واحدة في العام قد تكفي لسد الحاجة.
هناك توربينات كبيرة الحجم تصل طاقتها الى 1000 كيلو واط واستخداماتها لاتقتصر على الكهرباء بل تستخدم في ضخ المياه والتدفئة والتسخين والتبريد وتحلية المياه.. موجودة في العالم.
لقد سبق وأن طرح الموضوع على السيد وزير الكهرباء الذي فاجأنا بمعرفته للمكان وقد لفت انتباهه ايضاً، السيد وزير الكهرباء متفائل انه قبل نهاية هذا العام سندخل هذا العصر، انها مجرد ستة اشهر ونأمل ان يكون التفاؤل في محله.