كتب أيمن قحف
تحدثت كثيراً عن النجاحات التي تحققت في زيارة السيد عبد الله الدردري إلى باريس واللقاءات الهامة التي جرت مع كبار المسؤولين وأكبر الشركات ورجال الأعمال..
بالإجمال كان الجميع مرحباً ويسير قدماً باتجاه بناء علاقة استراتيجية.. ولكن لا بأس من ذكر موقف –يشبه الصدمة- في محطة هامة في الرحلة وهي زيارة شركة فينيسي (VINCI) العملاقة التي تعمل في مجال الإنشاءات والبنى التحتية ومجالات عديدة أخرى.. ولا يخلو مكان في باريس من اسم الشركة ومشاريعها، ولأن السيد عبد الله الدردري يعرف تماماً أهمية ونشاطات الشركة، كما يعرف أهمية رئيس الشركة السيد "إيف ثيبودي سيلغوي" الذي تدين أوروبا له بأنه "صاحب مشروع اليورو"، الذي أصبح أهم العملات، أثناء عمله كمفوض للشؤون النقدية في الاتحاد الأوروبي.. لأن الدردري يعرف فقد عرض ما لدينا وما يمكن إنجازه من تعاون مع الشركة وبشكل خاص مشروع إنشاء مطار جديد في دمشق، وكان العرض مثيراً لاهتمام "الرجل العجوز" صاحب المال والخبرة.
ولكن الصدمة كانت بأنه ذكرنا بأنهم تقدموا في 2001 بعرضهم لإقامة المطار الجديد بدمشق ومضت سبع سنوات دون رد، وأردف نحن نعمل في أكثر من /70/ دولة ولدينا 156 ألف عامل وحجم أعمالنا السنوي أكثر من /30/ مليار يورو "أي أكثر من الناتج المحلي لسورية الذي ينتجه 20 مليون شخص" وبالتأكيد ليس لدينا سبع سنوات فارغة لننتظر ردكم، والحقيقة أن لدينا من المشاريع ما هو أكبر بكثير من قدرة الشركة على العمل.
ومع ذلك لم يغلق الرجل الباب أمام التعاون المستقبلي، ولاسيما أن لديهم مشاريع وشراكة إستراتيجية مع الشركات القطرية ومنها الديار التي تعمل في سورية وغيرها، فقال أنه يمكن إيجاد فرص للتعاون في المستقبل..
المهم أننا لو اتخذنا القرار منذ سبع سنوات لكان لدينا الآن أحدث مطار في المنطقة ولكان لدى (VINCI) بوابات جديدة للتعاون.. ولكن من قال أن للزمن قيمة عندنا..؟!