حمص-خاص سيريانديز
فاجأ محافظ حمص الجديد السيد طلال البرازي مديري المحافظة بنمط لم يعتادوه منذ زمن بعيد!
المديرون الذين اعتادوا "نمطاً سلطوياً"في أسلوب إدارة المحافظين يعتمد على التهديد والمحاسبة والإعفاء،والمترافق أحياناً مع"قلة احترام"حتى لشخصية المدير،فوجئوا بأسلوب المحافظ الجديد سواء في اجتماعاتهم العامة الأولى معه،أو في الاجتماعات الخاصة والجولات الميدانية!
المحافظ الجديد قدم أول درس في احترام سلفه سواء بالتعامل المباشر أو تقدير ما قام به خلال فترة عمله،ولم يسمح لأحد بإي نقد أو تعرض للمحافظ السابق مستخدماً مصطلحات من قبيل أن هذا الكلام يتأرجح ما بين"مسيء وعلى الأقل غير مفيد"!!
البرازي –المزود بصلاحيات دستورية وتفويضات كاملة من السلطات العليا-أعطى المديرين مدة شهر لمراجعة واقع مؤسساتهم وجهاتهم وتقديم مقترحات لتحسين العمل،وأكد أنه لا ينوي إعفاء أحد في المستقبل القريب إلا من يثبت عجزه وتقصيره أو فساده،وهو لم يأت"بجماعته"ليتسلموا مناصب المحافظة!
أحد المديرين وصل إلى مكتبه في التاسعة وعشر دقائق صباحاً ليجد المحافظ قد سبقه،هالته المفاجأة وارتبك وتوقع مصيراً كمصير مدير مالية اللاذقية الذي أهانه رياض حجاب أمام موظفيه لأنه تأخر عشر دقائق!
مرت عشر دقائق والمحافظ يوجه أسئلة عادية بسيطة للمدير،وهو يريده أن يستجمع أنفاسه ويعود لتماسكه،ولم تفارق الابتسامة وجه المحافظ..
وعندما توازن ذاك المدير،جلس معه المحافظ على انفراد وطلب منه –برفق- أن يكون قبل الدوام بعشر دقائق ليكون قدوة،وإذا اضطر للتأخر فيمكنه أن يتصل بالموظف المسؤول ليسجل له إجازة-وهي من حقه-ومن ثم اجتمع المحافظ مع كوادر المديرية وخاصة ممن على تماس مع المواطن وأبلغهم أن المواطن يحب أو يكره الدولة من خلال التعامل معهم،ومسؤوليتهم كبيرة و خاصة هذه الأيام،كما تبادل الحديث مع المواطنين وفهم مشكلاتهم،واللافت أن المواطنين انتقلوا من مرحلة الشكوى لتفهم ظروف العمل والضغط على الموظفين !
أسلوب إداري هادئ وحازم يقوم به محافظ حمص الجديد يمكن تسميته"الإدارة بالـ"إقناع" ،ومتابعة لتفاصيل عمل المؤسسات،قد يعيد النشاط والحيوية لدوائر الدولة،لأن المحافظ السابق-والحق يقال-ركز جهوده على الواقع الميداني والمصالحات-على أهميتها- ولم يعط الوقت الكافي لإدارة شؤون المحافظة،والمأمول الآن صورة جديدة أكثر كفاءة وفعالية.