|
كتب:أيمن قحف ما بين بيان"رسمي"وبيان"شخصي"تتكامل صورة رسمها الوزير سليمان العباس عن المنطقة الشرقية ومحافظة الحسكة،وما بين وزير اليوم ومهندس في حقول النفط بالأمس ينجح الرجل في قراءة الصورة أفضل من أي شخص! بالأمس ناقش مجلس الشعب عمل اللجنة الوزارية المشكلة للاطلاع على واقع الخدمات في محافظة الحسكة ،في الجلسة بين وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سليمان العباس رئيس اللجنة أنه تم تشخيص الواقع الخدمي والإداري خلال الزيارة الأخيرة إلى المحافظة نهاية أيلول الماضي وتم رفع تقرير إلى مجلس الوزراء تضمن التدابير والإجراءات اللازمة التي ستتخذها كل وزارة على حدة . وأشار الوزير العباس إلى أن الواقع الخدمي والزراعي في محافظة الحسكة ليس بالشكل المطلوب حيث يعاني الفلاحون من عدم توافر مستلزمات الإنتاج وعدم وصول المشتقات النفطية إليها بانتظام . وأوضح وزير النفط أن الوزارة بذلت جهودا كبيرة لتأمين بعض مخصصات المحافظة عن طريق الاستيراد من دولة العراق الشقيق إلا أن إغلاق معبر اليعربية بفعل إرهاب المجموعات المسلحة حال دون استمرار هذا الوضع موضحا أن الوزارة تبذل جهودا كبيرة لإعادة عملية استيراد المشتقات النفطية وإيصالها للمحافظة عن طريق هذا المعبر بعد افتتاحه من جديد . وبين الوزير العباس أنه تم توفير مخازين جيدة من مادة الشعير لمحافظة الحسكة سيتم توزيعها على المربين من خلال افتتاح الدورات العلفية مشيرا إلى تكليف الوزارات المعنية متابعة جميع القضايا المثارة والتدقيق بالمعلومات والشكاوى التي وردت بشكل غير رسمي و قد تكون بدوافع شخصية . تمنيت لو وزع الصديق المهندس سليمان العباس على أعضاء المجلس الخاطرة الرقيقة التي كتبها بعد عودته من الجولة الشرقية في صفحته على الفيسبوك أو قرأها عليهم مع بيانه الرسمي!! فاجأني السيد الوزير بهذه الروح الشاعرية الممزوجة بربع قرن من الذكريات –هي زهوة شبابه-قضاها بين أهله في المنطقة الشرقية ..وأستأذنه في إعادة نشرها لأن بين سطورها تظهر-وتخفي-الكثير من الحقائق على الأرض وفي نفوس الناس الطيبين. كتب المهندس سليمان العباس في صفحته على الفيسبوك: همسات اصدقائي وأحبتي لا يزال صداها في اذني بعد غياب سنوات قليلة عن المنطقة الشرقية التي عشت فيها بحكم طبيعة عملي 25 عاما متنقلا من محافظة الحسكة الى محافظة الرقة مرورا بمحافظة دير الزور . اتيحت لي الفرصة في الاسبوع الماضي زيارة دير الزور والحسكة , راعني ماشاهدتة من خراب ودمار وتقطيع اوصال بنت الفرات (مدينة دير الزور ) كانت غافية على ضفافه , تحلم بعشقٍ بدويٍ لفارسٍ من الشام , وتصحو على مواويل النايل والسويحلي والموليا.... وذات فجرٍ , اختلط الحلم بالحقيقة , وصحت فعلا بأ ن جسر الحديد انقطع , ولكن ليس من خطى العشاق , وانما بحقد ونعيق الغربان المهاجرة التي مارست كل الموبقات , وشرعنت كل المعاصي والمحرمات , وارتكبت افظع الجرائم بحق البشر والحجر , ... , وحتى الحبوب والنفط والاقطان سلبوها ونهبوها وحرقوها . بحثت عن اصدقائي ومعارفي في الدير والحسكة في الريف والمدن , وجدتهم , تواصلت معهم هاتفيا ..وجدت اغلبهم كما عهدتهم نشاما طيبين محبين لم ينسوا ...ويتذكرون ويتندرون على كل من مر بهم وترك اثراً طيباً من معلم المدرسة وحتى قائد الشرطة .. ونسوا معاناتهم مع المقصرين والفاسدين ... وبعد ما عانوا ما عاانوه من العصابات الارهابية المسلحة من داعش والنصرة وما يسمى بالجيش الحر ( المغرر بمعظمهم ) , بحسرة قالوها ما احلى فظاظة الشرطي , ويا حسره على تسلط وعجرفة عنصر الامن ,...بالرغم من كل ذلك حافظوا لنا على هامش الكرامة والعزة الذين مسوهم هؤلاء , ووفروا لنا الامن والامان الذي فقدناه مع هؤلاء . ماخلصت اليه ان اغلب اهل الريف الذي يرزح تحت سيطرة تلك العصابات ,يسعون الى حضن الدولة الدافئ , وينتظرون اليوم الذي تبسط الدولة فيه سلطتها على القرى والنواحي والمناطق . قالوها اصدقائي ومعارفي وأحبتي ولا يزال صداها في أذني ...نغفو ,ونصحو,ونقول : متى نصحو يوماً من هذا الكابوس الطويل ...ونسمو فوق الجراح والآلام ونعيد وصل ما تقطع ,ونبني مادمر , ونعيد تشييد جسر دير الزور , وننشد من جديد مواويل النايل والموليا........ نعم ستنقشع هذه الغيوم السوداء , وستمطر السماء الرحمة على الشهداء , وسيفيض الفرات والخابور من جديد وسيلقي بجيف الغربان من حيث اتوا ....في الخليج . وستزهر شقائق النعمان , وسينبلج الفجر , وسيصدح آذانه متناغما مع ناقوس الصبح ... ونردد معا ... بلادي وحبك يا موجعيييييييي .... .
|