سيريانديز – نور ملحم
خدني معك على الجنة...عبارة بسيطة كتبتها الطفلة زينة على الثلج صباح اليوم
تعجبت من العبارة ووقفت لأسألها عن معنى العبارة ولماذا كتبتها... اجابت بعينين دامعتين.. أنا بنت الشهيد يوسف الناصر والدي كان أحد ضباط الجيش العربي السوري وقد استشهد دفاعا عن سورية على أيدي العصابات الارهابية المسلحة وعندما سألت والدتي إلى أين ذهب بابا .. قالت لي ذهب إلى الجنة .. وكتبت هذه العبارة لأن الثلج ذكرني بوالدي الشهيد ولأنني اشتقت له كثيراً لأنه كان يلعب معي بالثلج وكنا نصنع رجل الثلج وكنت أشعر بالدفء بحضنه الحنون .. ولكن اليوم هو بالجنة وأنا أريد أن أذهب أليه لذلك كتبت هذه العبارة عله يراها بوضوح من السماء .
حال زينة كحال الكثير من الأطفال الذين فقدوا أباءهم دفاعاً عن الوطن والشرف والعرض .. هم أطفال لا ذنب لهم ولا يعلمون ما هي لغة الحرب ولكن الظروف صنعت منهم شبان وشابات أقوياء .. أطفال فقدوا حنان الأب .. فأصبحت الذكريات هي الملجأ لهم لإبقاء البسمة على وجههم ..
أما الطفل يوشع فكانت دموعه غزيرة ضمن العاصفة فهو يرفض أن يكون من ضمن فريق العصابات المسلحة بحسب تعبيره بل يريد أن يكون من عناصر الجيش العربي السوري.. حيث قام عدد من الأطفال في الحي بالاتفاق على لعب دور جنود الجيش والقسم الآخر يلعب دور المسلحين بهدف المرح والقتال بالثلج .. حتى لعب الأطفال أصبح ضمن إطار الحرب والإرهاب .. أطفال بعمر الورد استيقظوا على صوت القذائف والرصاص والدم ..
وفي النهاية تمت عملية المصالحة والتسوية مع محمد لإدخاله للعبة ضمن عناصر الجيش السوري ليكون النصر الدائم لهم ..زينة العاصفة ورغم برودتها القاسية كانت منفسا لهم للعب واللهو والضحك وهذه نعمة من رب العالمين ...
ورغم الأمنية الصعبة لزينة إلا أن العاصفة الثلجية زينة أنستها بعض حزنها على والدها وبعدما كتبت على الثلج ما تريد عادت لتتراشق الثلج مع أخيها محمد ذو التسعة سنوات وصديقتيها ريم وحنان.