خاص –سيريانديز
في ختام جلسة محادثات دافئة وأخوية،قدم المهندس بشر رياض يازجي وزير السياحة هدية تذكارية لضيفه وزير الثقافة والارشاد الايراني الدكتور علي جنتي هي عبارة عن مجسم فضي متقن لقلعة حلب التاريخية متلقياً منه بالمقابل هدية عبارة عن مجلد كبير عن ايران..
ربما كانت الرسالة عفوية،لكنها تحمل الكثير من الاشارات عما فعله الارهاب بحلب عاصمة الاقتصاد السوري وأقدم مدينة في التاريخ،وعن صمود قلعتها التي ستنتصر....
الضيف الايراني الذكي تلقى الرسالة وتمنى أن يلتقيا قريباً ويتمشيا في قلعة حلب محتفيان بالنصر..
الوزير الايراني أعطى رسالة شديدة الوضوح عن ثقته بتحسن الأوضاع الأمنية عندما قال:تمشيت على قدمي مساء أمس في شارع الحميدية وتجولت بين الناس ووجدت الشارع-كما دمشق-يعج بالحياة مثلما كان قبل الأزمة بل ومثلما تركه في أواخر السبعينات..
جنتي تلقى دعوة الوزير يازجي لعودة السياحة الدينية الايرانية –بل والسياحة بكل أشكالها-بوعد صريح بالعمل على عودة السياح الايرانيين مع طلب اتخاذ الاجراءات الأمنية واللوجستية للزيارة إلى سورية بل ومنها إلى لبنان..
الوزير يازجي أكد خلال اللقاء على أن الإرهاب الإعلامي أدى إلى إرهاب تكفيري ، ومن البديهي أن محاربة الإرهاب بالقوة العسكرية حق مشروع وواجب وسورية اليوم تحاربه نيابة عن الإنسانية جمعاء، لكن يبقى السلاح الأقوى هو نشر الوعي الثقافي والديني والإنساني، ونشر الوعي لا يمكن إلا أن يتم من خلال عملية ممنهجة ومدروسة يكون الإعلام أساسها
وأضاف أن الترابط السياحي السوري الإيراني له مبرراته الموضوعية التي تجعل التكامل والشراكة ممكنة وواعدة بأفق إيجابي معتمدين في ذلك على الكم الكبير من العوامل المشتركة
وقال يازجي إن الأرقام تدلل على مقدار الأذى المتعمد الذي استهدف فيه الإرهاب التكفيري قطاع السياحة في سورية لكن ما لا يمكن تغييره أو العبث فيه هو المكانة المتميزة والفريدة لسوريا تاريخيا ودينيا فأن تكون مهدا للحضارات والديانات ليست كلمة للتسويق بل هي واقع وحقيقة لا تخفى على أحد
وأن السياحة الدينية بقيت محافظة على جزء من ألقها كإشارة لا تغيب على أن قوة الإيمان لا يمكن لمحاولات الإقصاء والتكفير هزمها وهي تأكيد أن سورية رغم الهجمة الشرسة ستبقى مقصدا للزوار رغم الوعكات التي مر بها قطاع السياحة في بعض مفاصله. ويجب علينا اليوم أكثر من اي وقت مضى وضع آليات قابلة للتنفيذ بسرعة لتفعيل التعاون بين البلدين في قطاع السياحة وبمستويات عدة منها الإيفاد العلمي وتبادل الخبرات تخطيطا وتنفيذا وإقامة ورش عمل دورية في مجالات عدة تدعم القطاع السياحي ويكمل فيها كلا البلدين الآخر. عبر تفعيل اتفاقيات جدية تقدم من خلالها التسهيلات والخدمات والبرامج ووضع خطط سريعة التنفيذ والتطبيق للتبادل الترويجي بين البلدين مستفيدين من التزاوج بين السياحة والإعلام لارتباطهما عضويا
وأضاف السيد الوزير :لا يخفي على أحد دور السياحة في تعميق أواصر المحبة والصداقة وتوطيد العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بين الشعوب ، فما بالنا عندما نتكلم عن بلدين تربطهما أقوى العلاقات في الشرق الأوسط .
بدوره وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني شدد من جانبه على أهمية تفعيل زيارات الوفود السياحية إلى دمشق وريف دمشق التي تشهد حالياً أوضاعا أمنية تسمح بزيارة المقامات الدينية والمعالم السياحية .
وأكد على ضرورة القيام بحملة إعلامية في إيران لتغيير الصورة لدى الشعب الإيراني عن الأوضاع الأمنية في سورية والترويج للأماكن الدينية والسياحة ..
كما عبر عن أسفه لما تعرضت له الكثير من الآثار السورية من تدمير ممنهج على يد العصابات الإرهابية التكفيرية