دمشق- سيريانديز
في إطار تقصّيها لسير آليات السوق ومراقبة حركة المواد فيه قامت الهيئة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار ومن ضمن عملها في رصد الأسواق المحلية والعالمية بدراسة مؤشرات تغير الأسعار المحلية لعدة مواد أساسية مثل (السكر – الأرز – القمح – الشاي – القهوة – الزيوت والدهون – اللحوم وبعض المواد المعدنية) إذ تضمنت الدراسة تغيرات الأسعار المحلية والعالمية للمواد الأساسية خلال الربع الأول من عام 2015 بهدف إلقاء الضوء على التطورات التي طرأت عليها وأسبابها.
أسعار السكر والرز
وبحسب الدراسة فقد انخفضت الأسعار العالمية للسكر في بداية العام بنسبة 2,85% عن أواخر العام 2014حيث ساهم بالانخفاض التوقعات بزيادة الإنتاج في البرازيل أما بالنسبة إلى الأسعار المحلية فلم ينعكس هذا الانخفاض محلياً بسبب ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي مقابل الليرة السورية والذي تبعه ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والنقل والشحن والذي ارتفع بنسبة 20% خلال الربع الأول من العام.
مما أدى إلى ارتفاع الأسعار المحلية بشكل تصاعدي خلال الربع الأول بالرغم من توفر و توزيع المادة على المواطنين سواء بموجب البطاقة التموينية أو عبر المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية، حيث ساهم في زيادة الأسعار ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي مقابل الليرة السورية.
وبعد إجراء مقارنة سريعة بين السعر العالمي للكيلوغرام الواحد من السكر مع السعر المحلي نجد أن متوسط السعر العالمي ل 1 كغ من السكر يعادل بالليرة السورية بحدود 75-80 ل.س في حين أن الأسعار المحلية للسكر 125 ل.س /كغ مما يعكس واقع المنافسة الفعالة في السوق أما الأرز فقد انخفضت أسعاره العالمية في بداية العام الحالي وخلال الربع الأول بنسبة 3% وبحسب الفاو فإن هذا الانخفاض بسبب وفرة المعروض للتصدير، أما الأسعار المحلية فقد ارتفعت في كانون الثاني بنسبة 5,5% عن نهاية العام 2014 واستمرت بالارتفاع حتى شهر آذار وبنسبة 10%، وبذلك تكون الأسعار المحلية ارتفعت على عكس انخفاض الأسعار العالمية كنتيجة للظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والنقل والشحن وعدم استقرار سعر الصرف.
الشاي والقهوة
انخفضت أسعار الشاي العالمية في كانون الثاني بنسبة 4% عن نهاية العام 2014 واستمرت بالانخفاض حتى آذار وبحسب الفاو فإن الأسعار ستستمر بالانخفاض نتيجة توقعات في زيادة الإنتاج اما محليا» فقد ارتفعت في كانون الثاني واستمرت بالارتفاع حتى آذار وبنسبة 14% نتيجة ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي مقابل الليرة السورية والذي تبعه ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والنقل والشحن.وبحساب تطورات أسعار الصرف والأسعار العالمية للشاي وتأثيرها على سعر الشاي المحلي نجد واقعية الأسعار المحلية ووجود المنافسة في السوق أما القهوة فقد انخفضت أسعارها العالمية في كانون الثاني واستمرت بالانخفاض حتى آذار وبنسبة 16% ، وقد انخفضت أيضا»الأسعار المحلية للبن الأخضر في كانون الثاني واستمرت بالانخفاض تماشياً مع انخفاض الأسعار العالمية حتى آذار ولكن بنسبة أقل بلغت 9% حيث تؤثر الظروف الراهنة على الأسعار.
الزيوت والدهون
ارتفع مؤشر الأسعار العالمية للزيوت والدهون وذلك حسب مؤشر المنظمة الدولية للأغذية الفاو أما الأسعار المحلية للزيوت النباتية فقد ارتفعت في كانون الثاني واستمرت بالارتفاع حتى آذار وبنسبة 24%، وقد ارتفعت الأسعار المحلية لزيت الزيتون في بداية العام بنسبة 24%، وقد نتج الارتفاع الكبير في أسعار الزيوت عن ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي مقابل الليرة السورية وما تبعه من ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والنقل والشحن.
اللحوم والفروج
انخفض مؤشر الفاو الفرعي لأسعار اللحوم نتيجة انخفاض أسعار لحوم الدواجن والأغنام بسبب تراجع الطلب على الواردات في آسيا مع زيادة الإنتاج فيها وفي الاتحاد الروسي الذي يفرض قيوداً على الواردات. أما الأسعار المحلية للحم البلدي بعظمه فقد ارتفعت في آذار بنسبة 41% عن مستواها في بداية العام بتأثير ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، واستمرار التهريب إلى الدول المجاورة والأسباب المتعلقة بالوضع الراهن في البلد الذي يساهم في ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والنقل والشحن أما الفروج فنلاحظ أن الأسعار العالمية بقيت في نفس المستوى خلال الربع الأول من عام 2015، بينما ارتفعت الأسعار العالمية للفروج المقدرة بالليرة السورية نتيجة ارتفاع سعر الصرف أما الأسعار المحلية للفروج المذبوح المنظف فقد ارتفعت في كانون الثاني بنسبة 28% وبالرغم من انخفاضها في شباط وآذار بقيت مرتفعة عن نهاية 2014 نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف النقل وارتفاع سعر الصرف.
خلاصات ونتائج
وقد توصلت الدراسة إلى عدد من الملاحظات والنتائج أهمها :
1- انخفاض الأسعار العالمية للمواد الأساسية خلال الربع الأول من العام، وبحسب الفاو فقد تراجع مؤشر الفاو لأسعار الغذاء في شباط 2015 إلى أدنى مستوياته منذ 55 شهراً، وفي آذار انخفض بنسبة 18,7% عن مستوياته في آذار 2014.
2- ارتفاع الأسعار المحلية (على عكس الأسعار العالمية) خلال الربع الأول من العام وذلك لمجموعة أسباب ناتجة عن الوضع الحالي للبلد أهمها ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والنقل والشحن وصعوبة فتح الإعتمادات...
3- من خلال دراسة وتحليل تطور أسعار بعض المواد المدروسة عالمياً ومحلياً يتضح تأثر وارتباط الأسعار المحلية بالأسعار العالمية وأسعار الصرف وهو ما يعكس شفافية السوق وواقعية الأسعار لدى الأخذ بمبدأ التعويض (شراء بدل الكمية المباعة).
4- تبين نتائج الدراسة بالإضافة إلى جولات الهيئة في الأسواق وجود المنافسة في بيئة العمل ودون معوقات حيث تتوفر المواد بأنواع وأصناف مختلفة وبأسعار قريبة من الأسعار العالمية وتالياً فإن السبب الرئيسي لشكوى المستهلك من ارتفاع الأسعار هو انخفاض قيمة صرف الليرة السورية مقابل القطع الأجنبي.
من المتوقع استمرار انخفاض أسعار الغذاء عالمياً لأغلب المواد في الفترة المقبلة في ظل زيادة العرض والتوقعات بإنتاج أفضل في العام 2015 بالإضافة إلى قوة الدولار مقابل العديد من العملات الأخرى، ولن ينعكس هذا الانخفاض عالمياً على الأسعار محلياً إلا في حال تحسن أو ثبات سعر صرف الليرة السورية مقابل القطع الأجنبي.
مقترحات وحلول
وقدمت الهيئة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار بعض المقترحات التي يمكن أن تساعد في حال تطبيقها على تحسن الوضع الاقتصادي للمواطن ومنها دراسة إضافة تعويض معيشي مرن للرواتب والأجور يتناسب مع نسب تغير المستوى العام للأسعار بحيث يزيد وينقص بحسب التغيرات التي تطرأ على الأسعار والتي تتأثر بعدة عوامل من أهمها سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، (التعويض من الوفر الحاصل عن تعديل سياسة الدعم) مما يساهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطن وضرورة إيضاح الأسباب الفعلية لارتفاع أسعار المواد والإجراءات المتخذة أو المطلوبة للحد من ارتفاع الأسعارعن طريق الإعلام المحلي مما يساهم في تفهم المستهلك للأسباب ويساعده على إتباع نظام استهلاكي ملائم للظروف الراهنة
(عن تشرين)