دمشق- سيريانديز
أكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي حرص الوزارة على إيلاء موضوع الترصد والتقصي الوبائي لالتهاب الكبد الوبائي وباقي الأمراض السارية من خلال استمرار فرق الترصد بمتابعة تطبيق الاشتراطات الصحية للحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض لافتا إلى أهمية تحفيز جهود جميع الجهات العامة المعنية ولا سيما أن الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى “أن اقليم شرق المتوسط يعتبر أكثر الأقاليم تأثرا بالتهاب الكبد في العالم”.
وجاء ذلك تركزت الندوة المركزية التي نظمتها اليوم وزارة الصحة في فندق داماروز بدمشق تزامنا مع اليوم العالمي لالتهاب الكبد على سبل الوقاية من المرض والحد من انتشاره ونشر التوعية في هذا المجال.
.
وذكر يازجي أن الوزارة تؤمن الاحتياجات الدوائية الخاصة بمعالجة جميع الأمراض السارية بما فيها التهابات الكبد الفيروسي عبر مراكزها الصحية التخصصية في المحافظات وبشكل مجاني رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الوزارة إضافة إلى تأمين مستلزمات تعزيز وتوسيع نظام المعلومات
الصحية
.
وأشار الوزير يازجي إلى أن اللجنة الوطنية لالتهاب الكبد الفيروسي تعمل وفق محورين وقائي وعلاجي ولا سيما تحديد الخطط العلاجية لمرضى التهاب الكبد وتوفير أدلة العمل والبروتوكولات العلاجية للمرضى مبينا أن الوزارة ماضية في حملاتها التوعوية حول التهاب الكبد بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية لنشر الرسائل الصحية في المجتمع للتعريف بأهمية اتباع قواعد المحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض عموما.
من جهته أشار مدير الأمراض السارية والمزمنة الدكتور أحمد ضميرية إلى ضرورة التركيز على الرسائل الرئيسية والتوعوية في اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي والوقاية منه وإدراك مخاطره وخاصة فيما يتعلق بالعدوى المنتقلة عبر الدم والحقن غير المأمونة مبينا أن البرنامج الوطني للقاح في سورية يحصن الأطفال ضد مرض التهاب الكبد إضافة إلى الرقابة الشديدة على موضوع نقل الدم واحالة العديد من الحالات المرضية للتشخيص والعلاج.
من جانبه أشار عضو اللجنة الوطنية لالتهاب الكبد الدكتور ميلاد حداد أن اللجنة عملت خلال السنوات الماضية على تحسين واقع العلاج والوقاية من مرض الالتهاب الكبد الفيروسي وتوحيد الخطط العلاجية في جميع المراكز بالمحافظات وتحديث دليل العمل بما يتوافق مع أحدث التطورات الحاصلة في هذا المجال داعيا إلى افتتاح مركز لزراعة الكبد في سورية حيث تتوفر مقومات نجاحه.
وبين المحاضرون خلال الندوة أن أهمية التركيز على الجانب الوقائي والإصحاح البيئي ورفع مستوى النظافة الشخصية وتعزيز الوعي الصحي هي الأكثر جدوى في الحد من انتشار التهاب الكبد.
ويصيب التهاب الكبد الفيروسي وهو عبارة عن مجموعة من الأمراض المعدية المعروفة باسم التهابات الكبد بأنواعه الخمسة مئات الملايين من الأشخاص في العالم ويسبب مرض الكبد الحاد والمزمن وفاة نحو مليون ونصف المليون شخص سنويا.
دراسة إمكانيات التوسع بتصنيع الأدوية الحيوية والنوعية
وخلال لقائه اليوم أعضاء المجلس العلمي للصناعات الدوائية وعددا من ممثلي معامل الأدوية الوطنية دعا وزير الصحة إلى دراسة إمكانيات التوسع في تصنيع الأدوية الحيوية والنوعية ووضع رؤية واضحة بما يسهم في توفير تكاليف استيرادها الباهظة على الدولة.
وجدد وزير الصحة تأكيده على حرص الوزارة على النهوض بالصناعة الدوائية لتلبي الاحتياجات المحلية المطلوبة مشيرا إلى التعاون الكبير القائم في هذا المجال مع دول صديقة مثل إيران وكوبا بما يعزز شراكة استراتيجية مع شركاتها الدوائية ويوطن الصناعة والتقانات الخاصة بالأصناف الدوائية النوعية.
من جهتهم أكد ممثلو معامل الأدوية أهمية تأسيس بنية تحتية تخضع لشروط علمية وتقنية صارمة لإنتاج الأدوية النوعية وذلك وفقا للإمكانات المتاحة.
حضر الاجتماع معاون وزير الصحة الدكتورة هدى السيد.
واستطاعت الصناعات الدوائية في سورية قبل الأزمة تحقيق حضور مهم على المستوى المحلي إلى جانب تصديرها أصنافا إلى عدد كبير من دول العالم حيث كانت تغطي نحو 93 بالمئة من الاحتياجات المحلية وتستورد نحو 7 بالمئة فقط وهي عبارة عن أدوية نوعية فيما انخفضت نسبة التغطية جراء الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على الشعب السوري والاستهداف الإرهابي الممنهج لمعامل وقوافل الأدوية إلى نحو 89 بالمئة