سيريانديز - نور ملحم
أكد المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم في تصريح لسيريانديز أن تفجير داعش الإرهابي لمعبد بعل شمين في المدينة القديمة بتدمر يعد جريمة لا تغتفر بحق الحضارة الانسانية و المجتمع الدولي، فهذا النوع من الجرائم يعتبر بمثابة انتقام، ليس من سورية فقط بل من العالم، لأنهم يعرفون قيمة الآثار من الزاوية الحضارية، وبأنها لا تعوض في قلوب المجتمع الدولي.
وأضاف عبد الكريم أن كل الدول تجتمع وتختلف في كل شيء لكنها في المحصلة تجتمع على نقطة واحدة وهي أهمية الدفاع عن التراث الثقافي أياً كان في سورية أو أي دولة أخرى تعيش أزمة أو حالة حرب فهم يعرفون هذا الشيء لذلك دمروا معبد بعل شمين مع أنهم أعلنوا قبل ثلاثة أشهر أنهه لن يسيئوا للمباني الأثرية الموجودة في المنطقة وسوف يدمرون التماثيل فقط بحجة أنها أصنام، ولكنهم بتدميرهم للمعبد أثبتوا أن لا وفاء لهم في عهودهم . وقال مديرعام الآثار والمتاحف أن هذا المعبد قد شهد العديد من الفتوحات الاسلامية واستخدمه الصحابة لإقامة الصلاة وتحصنوا به ولكن داعش لديها عقلية الجهل والارهاب والانتقام .
وقال عبد الكريم: أعلمنا مراراً وتكراراً قبل سقوط تدمر أن هذه المدينة ستشهد سيناريو مأساوي سيقومون بإرهاب الناس بحجة تطبيق الشريعة وبعدها سيتعاونون مع المافيات وعصابات الآثار ولصوص الآثار لتهريب الآثار وسرقتها، حيث حولوا المتحف الوطني إلى سجن وإلى محكمة شرعية وقاموا بإعدامات جماعية وأخرها اعدام الشهيد خالد الأسعد بطريقة وحشية علماً أنه كان رجل مسن وتجاوز الـ 83 سنة وفجروا المعبد الذي يحمل اسم «إله السماء» لدى الفينيقيين عام 17 ميلادي، ثم جرى توسيعه في عهد الإمبراطور الروماني هادريان عام 130م إذا هناك عملية استهداف. وبين عبد الكريم نحن واثقون طالما بقيت تدمر تحت سيطرة هؤلاء الارهابيين سيكون هناك مناظر ومشاهد مؤلمة سنراها في المرحلة القادمة وبالتالي علينا أن نتحضر للمستقبل ، لذلك على المجتمع الدولي أن يتحرك على أن يكون له خطة سياسية وعسكرية لأخذ الخطوة الصحيحة للمنطقة .
وطالب عبد الكريم المجتمع الدولي التحرك بسرعة لتحرير المدينة قبل فوات الآون ومكافحة الارهاب بأي شكل من الأشكال وإلا سنفقد مدينة ثمينة ولها مكانة تاريخية على مستوى العالم فالتدمير على مرأى من عيوننا وهذا يعني أن هناك ضعف في المجتمع الدولي أمام هؤلاء المجرمين .
مؤكداً أن كل شيء قابل للإصلاح ولكن تدمير التراث لا يمكن تعويضه لأنه تدمير للذاكرة والهوية فالحضارة المعاصرة مبنية على جذور حضارية وتاريخ مشترك لذلك فهي خسارة للسوريين وللأوربيين ولكل دول العالم التي تحترم القيم الحضارية والتاريخ .
وحول تهريب الآثار تحدث المدير العام أن المناطق الشرقية والشمالية في دير الزور والرقة ودرعا وحلب يوجد مافيات تتعاون مع تركيا لتهريب الآثار وبيعها بطرق غير قانونية وشرعية لافتاً إلى أن دولة تركيا رفضت رفضاً قطعياً أت تتعاون معنا بحجة الخلافات الحكومية ما بين سورية وتركيا ، طالبنا المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسكو لكي نضغط على تركيا لكي تعلن ما لديها في مؤتمر صحفي ولكنها رفضت أيضاً وهذا دليل على عدم وجود الشفافية ونحن لدينا شكوك بحق جهات معينة في تركيا فعصابات الأثار تتحرك وتذهب إلى غازي عينتاب ومنها إلى دول الأوربية . مضيفاً الأردن لديها نفس الموقف ورفضت الإفصاح عن ما لديها وهي لا تتعاون ولا تراسلنا وهنا نكون أمام اشكالية حقيقة مع دول الجوار باستثناء لبنان التي قررت التعاون معنا وإعادة العديد من القطع التي هربت إليها ، لذلك نحن نتمنى إعادة وجهة النظر بالمفاهيم السياسية والخلافات الحكومية ونحن كمجتمع أثري علينا أن نكون متواصلين مع بعضنا البعض