سيريانديز- عمار الياسين
أكد نائب رئيس لجنة الطاقة الحيوية في الهيئة العليا للبحث العلمي أستاذ الطاقة الحيوية بجامعة دمشق الدكتور رأفت العفيف أن استثمار تقانة الغاز الحيوي في معالجة الكتلة الحيوية في سورية يمكن أن تساهم بتخفيض تكاليف الإنتاج الزراعي المروي على المزارع إلى أقل من الثلث مقارنةً لما يدفعه حالياً من تكاليف المازوت.
وأشار العفيف في تصريح لسيريانديز إلى أن إحصائيات وزارة الزراعة لعام (2013) بينت أن المساحة المروية لإنتاج القمح في سورية وصلت إلى 629000 هكتار بمتوسط إنتاجية 3.5طن للهكتار, كما بيَّنت الدراسات أن متوسط استهلاك المازوت لتشغيل مضخات الري يعادل ثلث ليتر مازوت لكل كيلو غرام, أي أن مجمل استهلاك المازوت في الموسم الواحد يبلغ حوالي 733 مليون ليتر, وأضاف العفيف يمكن أن تساهم تقانة الغاز الحيوي في تحرير القمح المروي من المازوت وبالتالي التقليل في نفقات إنتاجه.
وأوضح أستاذ الطاقة الحيوية كون سورية بلدا زراعيا فإنها تمتلك كماً كبيراً من المخلفات الزراعية والحيوانية، حيث بلغت حوالي 379 مليون طن سنويا من المخلفات, مؤكداً إمكانية تحرير الطاقة الكامنة في هذه المخلفات بتخميرها لاهوائياً, حيث أظهرت الدراسات أن 5 كغ من بقايا الخضار ومخلفات المطبخ يمكن أن تنتج 1 متر مكعب من الغاز الحيوي والذي يكافىء 6 كيلو واط ساعي يوميا، وهذا يمكن أن يغطي نصف احتياجات المنزل اليومية من الطاقة، مشيراً إلى أن مخلفات بقرة واحدة يمكن أن تنتج يوميا 0.8 متر مكعب من الغاز الحيوي أي بحدود 5 كيلو واط ساعي، موضحاً إذا تم استخدام تقانة إنتاج الغاز الحيوي لمعالجة مجمل المخلفات الزراعية والحيوانية في سورية يمكن الحصول على حوالي 4.6 مليار متر مكعب من الغاز الحيوي وهذا ما يعادل 2,7 مليار ليتر مازوت سنوياُ.
وأفاد العفيف إن إنتاج الغاز الحيوي من الهضم اللاهوائي للمخلفات العضوية الحيوانية والنباتية يمكن أن يكون مصدرا هاما لتوليد الطاقة النظيفة البديلة عن البترول والتقليل من المشاكل البيئية في سورية، لافتا إلى أن أهمية تطوير هذه التقانة تأتي من هنا, مبيناً أن استخدامها في التوقيت المناسب بات ضرورة ملحة قبل أن تعجز مصادر الطاقة التقليدية (البترول والغاز) عن الوفاء بالاحتياجات المتزايدة منها خلال السنين القادمة وما بعده، منوهاً إلى أن السؤال المطروح الآن ما هو واقع تطبيق تقانة إنتاج الغاز الحيوي في سورية، وما هي الآليات المقترحة لنشر هذه التقانة في الريف السوري نظراً للحاجة الماسة لهذه التقنية.