دمشق- سيريانديز
كشف رئيس اتحاد الغرف الزراعية محمد كشتوأن القطيع الأول من الأبقار (نوع ـ فريزيان أبيض وأسود) وعددها 190 رأساً سيصل إلى ميناء طرطوس يوم الأحد القادم، ليكون بذلك الدفعة الأولى التي سيتبعها دفعات أخرى والتي يتم استيرداها بعد صدور المرسوم التشريعي رقم 30 لعام 2015
القاضي بإعفاء الأبقار المستوردة بقصد التربية من الرسوم الجمركية والضرائب والرسوم الأخرى، والذي ساهم وبشكل كبير في وضع عجلة عمليتي التربية والإنتاج على سكة تحقيق الأمن الغذائي الوطني والاكتفاء الذاتي المحلي.
وأضاف كشتوحسب صحيفة الثورة: إن عملية استيراد القطيع من قبل القطاعين العام والخاص تعدّ خطوة مهمة جداً باتجاه فتح باب الاستيراد المتوقف منذ أكثر من 20 عاماً نتيجة انتشار الأمراض بين قطعان الأبقار في الدول المصدرة وهذا سيساهم في ترميم قطعان الأبقار الموجودة في سورية وردم الهوة الناتجة عن ضياع عدد كبير من الأبقار ذات القيمة الوراثية العالية والإنتاجية المرتفعة، وكذلك تعويض النقص الحاصل في الكميات المنتجة والمعروضة من مادة الحليب، إضافة إلى توفير فرص عمل مولدة للدخل للأسر الريفية التي يشكّل لها هذا المرسوم التشريعي المناخ المناسب للتحرك باتجاه المشاريع الصغيرة جنباً إلى جنب مع المربين الذين يملكون من الخبرة والمعرفة والمهارة التربوية (على اختلاف أنواع الأبقار) الكثير.
وأشار إلى أن عملية الاستيراد ستشجع المستثمرين بشكل جدي وعملي لتطوير هذا القطاع الحيوي الاقتصادي المهم، وخلق فرص عمل جديدة أمام الراغبين سواءً من المربين الحاليين أم الجدد بالشكل الذي يمكن معه وبشكل تدريجي تأمين حاجة السوق المحلية بالكميات الكافية من مادة الحليب ومشتاقاتها، والانتقال في مرحلة متقدمة إلى التصدير من خلال استهداف الأسواق الخارجية، وبالتالي خلق حالة من التوازن الحقيقي داخلياً بين حالة العرض والطلب فضلاً عن الأسعار (سواء الأبقار أم منتجاتها)، مشيراً إلى أعمال التخريب الممنهج الذي تعرّض له القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من سرقة وحرق وذبح جائر للقطعان على يد العصابات الإرهابية المسلحة التي لم تترك يد غدرها وحقدها شيئاً إلا وطالته سواء البشر أم الحجر وحتى الحيوانات.
وقال كشتو: إن عملية الاستيراد هذه سيكون لها منعكسها الاقتصادي المهم لجهة تأمين مادتي اللحوم والحليب بالشكل الذي من شأنه دعم السلة الغذائية السورية بالكمية والنوعية الجيدة المطابقة للمواصفات القياسية العالمية والمتماشية مع القوانين والتعليمات الحجرية الصحية البيطرية الصادرة عن المديريات المختصة في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
بدوره أكد معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي أحمد قاديش أن القطيع المستورد من أحد الدول الأوربية سيتم وضعه فور وصوله إلى الميناء في مركز الحجر الصحي البيطري في طرطوس للتأكد من خلوه من جميع الأمراض السارية والمعدية (بعد إجراء عملية الحجر البيطري لمدة 21 يوماً)، وهذه واحدة من الخطوات التحضيرية التي سبق لوزارة الزراعة اتخاذها تمهيداً لأي عملية استيراد قادمة، مبيناً أن سورية بدأت مؤخراً وبشكل عملي وعلمي تطبيق التصنيف الجديد للأمراض الحيوانية المعتمد من قبل المنظمة العالمية للصحية الحيوانية (OIL) وذلك بناءً على قرار وزير الزراعة والإصلاح الزراعي والذي شمل الأمراض التي تصيب الأنواع الحيوانية المختلفة وأمراض الأبقار والأغنام والماعز والخيول والدواجن والخنازير والأرانب والنحل.
وأوضح قاديش أن قرار تطبيق التصنيف الجديد سيساهم في تنظيم وتسهيل عملية استيراد الحيوانات الحية ومنتجاتها ولا سيما الأبقار (البكاكير ـ حوامل بالشهر السادس) بما يتوافق ومعايير المنظمة العالمية، ويضمن سلامة القطعان المستوردة إلى سورية من الناحية الصحية، فضلاً عن النوعية الجيدة والإنتاجية العالية للقطعان التي سوف يتم استيرادها من دول أجنبية تمتاز بعملية تربيتها للحيوانات ولا سيما الأبقار منها ذلك بهدف رفع إنتاجية القطعان الموجودة في سورية وتحديداً زيادة كميات الحليب المنتجة.
وأشار قاديش إلى أن متوسط إنتاج قطيع آمات البكاكير المستورد يصل إلى 9،5 أطنان من الحليب في الموسم الواحد، كما أن اتحاد الغرف الزراعية سيعمل على توزيع هذه الرؤوس على المكتتبين من المربين.