دمشق- سيريانديز
تعيد المعارض المتخصصة بالصناعات النسيجية عدة تساؤلات حول أهمية هذه الصناعة والمعوقات التي تواجهها وسبل دعمها لتعزيز تنافسية هذا القطاع الحيوي الذي يوصف بأنه الأكثر تشغيلا للسوريين ومساهمة في تطور ونمو الصناعة الوطنية وخاصة بعد أن انتشرت المنتجات النسيجية في الأسواق العربية والعالمية.
ووفقا لبيانات تقديرية تداولتها أوساط الصناعة فإن هذا القطاع أسهم قبل الأزمة الراهنة بنحو 36 بالمئة من الناتج الصافي المحلي للصناعة الوطنية كما استوعب قرابة 30 بالمئة من القوة العاملة.
ويرى رئيس لجنة ألبسة الأطفال في اتحاد المصدرين السوري أكرم قتوت أن ثمة مؤشرات أخذت تظهر تدل على ” بداية تعافي ” قطاع الصناعات النسيجية والألبسة على وجه التحديد حيث استوعب تداعيات الأزمة الراهنة و تمكن بعض صناع النسيج الذين فقدوا معاملهم بسبب الارهاب من إدارة منشآت صغيرة داخل المدن لافتا إلى أن المرحلة الحالية هي مرحلة تنشيط المعارض لإعادة تفعيل العلاقة بين المنتج وتاجر التجزئة والزبائن.
ويشير قتوت الذي تحدث لنشرة سانا الاقتصادية على هامش معرض موداتكس 2015/2016 الذي أطلقه الاتحاد في دمشق أمس الأول إلى عدد من المعوقات التي ما زالت تواجه هذا القطاع وأبرزها الانقطاع المتكرر للكهرباء ونقص العمالة المدربة جراء هجرة بعضها.
ولا يخشى رئيس لجنة الجوارب في الاتحاد أنس طرابلسي من منافسة المنتج الأجنبي لنظيره المحلي مبينا أن “المستهلك أصبح يدرك الفارق فالمنتجات المحلية باتت تضاهي نظيرتها التركية جودة والصينية سعرا “لافتا إلى أنه رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد إلا ان الصناعة السورية ما زالت تحتفظ ببريقها في الأسواق المحلية والخارجية بدليل الإقبال الكبير عليها من خلال المعارض التي أقيمت مؤخرا في سورية ولبنان والعراق وغيرها من الدول.
بدوره أشار علاء الدين مكي صاحب منشأة للألبسة في حلب إلى أن قسما كبيرا من المصانع والورش انتقل خلال الأزمة من الضواحي والمدن والتجمعات الصناعية إلى داخل المدينة ليمارس نشاطه ” في أقبية الأبنية السكنية” مشيرا إلى أن هذا القطاع تجاوز التحديات التي واجهته ولا سيما ” سرقة المعامل والمعدات من قبل الارهابيين وتهريبها إلى تركيا وتراجع القوة الشرائية للزبائن” حيث استطاع الاستمرار بالإنتاج ضمن الإمكانات المتاحة.
وسعى اتحاد المصدرين السوري من خلال إقامة معرضه الأخير الذي شارك فيه 60 شركة متخصصة وفقا لرئيسه محمد ناصر السواح إلى مساعدة ودعم صناعيي المنتجات النسيجية للمحافظة على الأسواق وتسويق المنتجات وإيجاد فرص للقاء المنتجين والتجار وجها لوجه ما يعزز إبرام العقود التي تسهم في زيادة الإنتاج وتطويره