دمشق- سيريانديز
لم يكن المعرض التخصصي للألبسة والصناعات النسيجية موداتكس لأزياء ربيع وصيف 2015 الذى اختتم اعماله الثلاثاء الماضي معرضاً طارئاً بل هو استمرار لسلسلة المعارض المتخصصة بالصناعات النسيجية التي تنقلت في عدة محافظات داخلياً وفي عدة دول عربية مجاورة اقليمياً .
واللافت هو مشاركة نحو 40 من المصانع والشركات الحلبية في المعرض وهذا رقم جيد من اجمالي المشاركين وعددهم نحو 110 شركات ويأتي بدعم من غرفة صناعة حلب بعد انقطاع عن المشاركة في المعارض الداخلية دام عدة سنوات،
وهذا ما يعكس اصرار الصناعيين الحلبيين على الاستمرار بالانتاج رغم كل الظروف المحيطة وإثبات ان حلب ستبقى عاصمة للصناعة الوطنية.
رئيس غرفة تجارة ريف دمشق أسامة مصطفى أشار الى أن الاقتصاد السوري بدأ بالتعافي وهناك خطوات جديدة يقوم بها الصناعيون لزيادة انتاجهم بالتوازي مع الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، مؤكداً أن هناك جهوداً مشتركة لاستعادة صورة سورية المشرقة على مختلف الصعد ولا سيما في المجال الاقتصادي.
ونوّه مصطفى بجهود اتحاد المصدرين في تأمين وفتح أسواق خارجية للمنتج السوري وتسهيل انسيابه إلى مختلف الدول، كاشفاً أن الطريق إلى بغداد بات آمناً بالنسبة لدخول وخروج البضائع علماً أن هناك 250 شاحنة خرجت من سورية محملة بمنتجات متنوعة، لافتاً إلى أن غرفة صناعة حلب تشارك في هذا المعرض ما يعني أن الصناعة في حلب بدأت بالتعافي.
وأوضح أمين سر اتحاد المصدرين مازن حمور ان المعرض شكل فرصة هيّأت لقاءات بين المنتجين وأصحاب المنشآت الصناعية المحليين المشاركين والتجار المحليين وآخرين في عدد من الدول العربية الذين تمت دعوتهم للاتفاق على توقيع عقود لتسويق المنتجات في الأسواق المحلية والخارجية.
ولفت حمور الى الجودة العالية التي تتمتع بها الصناعات السورية بشكل عام والصناعات النسيجية والتي تتصف بسرعة التوافق مع الاذواق المتغيرة لدى المستهلكين ما اكسبها ثقة الزبائن ليس في سورية فحسب بل في الكثير من الدول التي كانت وجهة للصادرات النسيجية السورية في سنوات ما قبل الأزمة، معتبراً ان اقامة هذا المعرض تعد رسالة للعالم ان المصانع السورية مازالت تدور عجلات انتاجها ومازال الصناعيون يعملون بدأب بالرغم من الحرب والعقوبات المفروضة على بلدهم.
مدير عام هيئة تنمية وترويج الصادرات المهندس ايهاب اسمندر قال : إن الهيئة جزء من مجموعة العمل الفاعلة والمحورية في موضوع تنمية الصادرات السورية وزيادتها كمّاً ونوعاً والمؤلفة من اتحاد المصدرين واتحادات غرف الزراعة والصناعة والتجارة، مشيراً إلى أن الهيئة تبحث عن سبل رفع حجم الصادرات السورية وتحقيق معدلات نمو متصاعدة لها ولا سيما للألبسة والنسيج أملاً بأن تحقق رقماً جديداً في الصادرات السورية.
ورأى اسمندر أن المشكلة التي تواجه الصادرات السورية بعيداً عن النوعية والجودة تكمن في امكانية تحقيق زيادة في الإنتاج ليكون متاحاً للتصدير، وهذا ما تسعى الهيئة إلى تحقيقه من خلال تشجيع المنتجين السوريين للعودة إلى طاقتهم الانتاجية القصوى عبر إقامة المعارض للتواصل بشكل مباشر مع المنتجين وفيما بينهم ومع الجهات المسؤولة للتباحث عن عمليات جديدة لتنمية وترويج الصادرات السورية.
وكشف اسمندر أن الصادرات السورية حققت زيادة 8 بالمئة في العام 2014 عن العام 2013 وخلال الربعين الأول والثاني من العام 2015 حققت زيادة 10بالمئة عن الفترة نفسها من العام 2014، مؤكداً أنها خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية لأن الامكانيات المتاحة لسورية من الصادرات اكبر من ذلك بكثير ونريد تحقيق معدلات نمو متصاعدة للوصول إلى الصادرات الفعلية لتتوافق مع الصادرات الممكنة، مبيناً أن الظروف الحالية باتت أفضل للمصنع السوري وقدمت الحكومة الكثير من التسهيلات الإدارية المطلوبة لنقل المنشآت إلى أماكن آمنة.
أخيراً يشير المشاركن في معرض موداتكس الى أهمية دعم الصناعيين وتوفير مستلزمات الانتاج وتامين احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية والوقود اللازمة لتشغيل منشآتهم بما يسهم في زيادة فرص العمل والانتاج في السوق المحلية والاستغناء عن الاستيراد وخفض الاسعار وتوفير القطع الاجنبي بما يقوي الاقتصاد الوطني ويعزّزه.
وطالبوا بالحد من استيراد الالبسة الجاهزة وحصرها بالمستلزمات الضرورية لصناعتها ومكافحة التهريب إلى الأسواق المحلية ما يعزّز صمود القطاع الصناعي داعين المستهلكين بمختلف شرائهم الى منح ثقتهم للانتاج الوطني وزيادة استهلاكهم منه لأنه منتج منافس للمنتجات الاجنبية في الاسعار ويتمتع بالجودة العالية ويلبي أذواقهم.