سيريانديز- فادي بك الشريف
تكثف وزارة السياحة جهودها لمتابعة إعداد ملف ترشيح مدينة دمشق لتسجيلها ضمن شبكة المدن المبدعة لدى اليونيسكو واقتراح الأنشطة المناسبة والبرامج والمشاريع والخطط الموازية للتسجيل واتخاذ مايلزم لتجهيز هذا الملف والترويج له وتحقيقه كون الثقافة محركاً للإبداع وتنمية المجتمعات المحلية والتنسيق مع كافة الجهات لضمان استدامة هذه الخطط والبرامج والمشاريع واقتراح آلية تنفيذها على أرض الواقع .
ولهذه الغاية عقد اجتماع برئاسة وزير السياحة المهندس بشر يازجي بحضور ممثلي وزارات التربية والثقافة والإدارة المحلية والأمانة السورية للتنمية ورئيس اللجنة العلمية الدكتور طلال معلا وذلك في مبنى الوزارة .
وأكد المهندس بشر يازجي أن ترشيح دمشق لتكون ضمن شبكة المدن المبدعة ما هو إلا ايمان من السوريين بأن الإبداع هو عامل استراتيجي ورافعة حضارية للتنمية المستدامة لافتاً إلى الدور الذي تقوم به الأمانة السورية للتنمية ومن خلال كافة مؤسساتها وشركاتها في مجال التنمية ومنذ سنوات عديدة ولاسيما من خلال الشراكات مع القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي وهي شراكات من أجل المستقبل.
وقال يازجي: إن إعداد الملف بقدر ما هو يسير , نظراً لما نمتلكه من ارث طويل في صياغة أشكال الفنون الشعبية ومن منتجات معاصرة من الحرف التقليدية وحضور قوي لصناع الحرف والفنانين المحليين ووجود أسواق حرفية ومهرجانات ومعارض إلا أن الملف يحتاج لتضافر الجهود المبذولة والدقة المتناهية في إعداده وفق المعايير الخاصة لليونيسكو... (شبكة المدن المبدعة)
وأكد يازجي أن كل سوري في العالم معني بشكل مباشر وغير مباشر بنجاح هذا الملف , مضيفاً أن عملنا اليوم بمثابة جبهة من أجل الدفاع عن سورية وعن الرمزية الخاصة لهذا المشروع.
وأشاد يازجي خلال اللقاء بجميع الجهود المبذولة في هذا المشروع الكبير والهام من قبل وزارة الثقافة والإدارة المحلية والتربية ومحافظة دمشق والأمانة السورية للتنمية المجتمع المحلي لافتاً أن الإبداع السوري لم يتوقف عن التدفق في كل العصور والأزمان,فمن الفينيق الذي صهر الرمل فصار زجاجا وعبر القارات,إلى المسرحية الاولى في عمريت,إلى الأبجدية المدونة والسلم الموسيقي الأول,كان السوري ولا يزال المبدع الخلاق الذي تدين له البشرية بنماء وازدهار عصوره المتتالية, يحكمه الذكاء التاريخي والجينات المبدعة التي انار بها التاريخ فكان فجر الحضارة سورياً دمشقياً بلا ريب أو تردد.
معلا: عدد من الدورات التدريبية لتعليم الحرف
بدوره د.طلال معلا رئيس اللجنة العلمية أكد بأن التحضيرات بدأت لأكثر من ورشة وأن الهدف من المشروع هو الاهتمام بالتراث اللامادي الحي الذي مازال متوارثاً وبالعلاقات الهامة مع المدن الأخرى وعكس الجانب الثقافي والحضاري لدمشق .. بالإضافة لإحياء العلاقة بين المجتمع والإنسان ومكونات دمشق.
وتساءل معلا كيف تنشط المدينة أثناء فترة التسجيل باسم المدينة المبدعة دمشق؟ مشيراً أن النشاط غير مرتبط بالتسجيل, وكل نشاط هو داعم أساسي لتسجيل دمشق كمدينة مبدعة, موضحاً أن الأمانة السورية للتنمية ستقوم بعدد من الدورات التدريبية لتعليم الحرف وهناك مبادرات مكثفة من قبل جهات عديدة لتقديم المساعدة للمتدربين.
د.عبير عرقاوي نائب عميد كلية العمارة أشارت إلى أنه يتم تحديد الأماكن التي مازالت تمارس المهن وإن كان البعض منها قد تقلص عدد العاملين فيها...مضيفة أن لدينا ملفات هامة مرتبطة في هذا المجال وبشكل علمي لنكون يداً واحدة لإنجاز هذا المشروع.
دولة شويكي من (محافظة دمشق) قالت: أن محافظة دمشق تتابع الأنشطة والفعاليات لإحياء التراث المادي واللامادي وانه تم انجاز فيلم عن الحرف التقليدية والأبنية القديمة, مضيفةً أن محافظة دمشق و باستمرار تتابع كل الأنشطة وتبحث عن أصحاب الحرف والمهن لدعمهم وذلك للوصول إلى أفضل النتائج..
أما مديرالشركة السورية للحرف المهندس فادي فرح فأكد أن مقومات ومكونات الإبداع موجودة في دمشق ودورنا تسليط الضوء عليها مشيراً أن مشروع تدريب الحرفيين هام جداً وهدفنا توصيل المنهاج لهم بشكل جيد.
أندريه معلولي مدير المعهد العالي للموسيقا رأى أن نجاح المشروع يبدأ من إيمان السوريين بأن دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ وتستحق أن تكون سفيرة لسورية في العالم، لافتاً إلى أن لدينا موسيقى وفنون ولابد من وجودها في هذا المشروع الضخم, لاسيما وأن المعهد العالي للموسيقا يقوم بدعم جميع الأنشطة التي لابد من توثيقها وإيصالها للعالم أجمع.
السيدة رفيف محمود من الأمانة السورية للتنمية: أوضحت أن لدينا كماً كبيراً من الحرف وعلينا أن نختار ما هو نوعي ومميز وأن نراعي الخصوصية, مشيرةً إلى أن الأمانة السورية للتنمية قدمت أول خارطة للتراث اللامادي والتي بدأت عام2011 ولم تستكمل بسبب الظروف الراهنة,لكنها ستبدأ تنفيذها مع الجهات العامة عام2016 بالإضافة إلى إصدار كتاب التراث الثقافي اللامادي السوري الجزء الأول.