دمشق- سيريانديز
تواجه شركات التأمين العاملة في السوق السورية العديد من المخاطر المرتبطة بمجال عملها إضافة إلى مخاطر السيولة والاستثمار التي تواجهها هذه الشركات والتي عرفتها هيئة الإشراف على التأمين في نظام إدارة المخاطر على أنها الآلية التي تقوم من خلالها الشركة بتقييم وضبط الأحداث الماضية والمحتملة مستقبلاً والتي يمكن أن تؤثر سلباً على الشركة ونتائجها المالية، كما تتنوع طرق الشركات في مواجهة هذه الأخطار والحد من آثارها على عملها وبالتالي نطاقها في استقطاب الزبائن ونتائجها المحققة.
مديرة الدراسات وإدارة المخاطر في هيئة الإشراف على التأمين لبنى محمود أشارت في هذا السياق إلى أن الهيئة حددت للشركات التي تشرف عليها آلية موحدة للتعامل مع هذه المخاطر ولا سيما في الفترة الحالية التي ترتفع فيها المخاطر وتتنوع مشيرة إلى أهم الإجراءات التي يتوجب على الشركة اتخاذها لمواجهة هذه الأخطار ومنها مخاطر تسوية المطالبات المرتبطة بعملية تسديد المطالبات لأصحاب وثائق التأمين الكل بحسب تغطيته، كذلك مخاطر حوكمة الشركات المرتبطة بالقواعد التي تنص على كيفية تقاسم مختلف الحقوق والمسؤوليات بين مختلف الجهات المعنية، وأيضاً مخاطر الاكتتاب وهي المرتبطة بعملية تقييم المخاطر وقبولها، ومن الإجراءات لمواجهة هذه الأخطار أيضاً -تضيف محمود- مخاطر تقنية المعلومات التي تحدث نتيجة الخطأ أو الفشل في سير أعمال الشركة بسبب خطأ في تقنية المعلومات، ومخاطر تطوير المنتجات المرتبطة بالتغييرات التي يتم إدخالها على منتج موجود بهدف تلبية حاجة العملاء، حيث تتم مواجهة المخاطر الناجمة عن ذلك عبر التأكد من استكمال البيانات المطلوبة فيها، أما مخاطر إعادة التأمين فترتبط بعملية نقل جزء من الخطر إلى شركة أخرى حيث تبرز هذه المخاطر عندما تعجز شركة إعادة التأمين عن تلبية واجباتها وهنا يجب على الشركة التأكد من إعادة التأمين لدى شركات إعادة ذات تصنيف وسمعة في أسواق الإعادة العالمية، يضاف إلى ذلك مخاطر أخرى تحكم عمل هذه الشركات أيضا منها مخاطر السمعة ومخاطر عدم الالتزام وكذلك مخاطر السيولة وغيرها.
مديرة الدراسات أشارت إلى أهم الطرق المتاحة أمام الشركات لدرء الخطر وذلك من خلال قيام الشركة بتقييم المخاطر التي تواجهها من حيث درجة الخطر واحتمال حدوثه ليتم على أساسه ترتيب هذه المخاطر حسب أولوية التعامل معها وتكثيف الجهود للحد من آثارها، كما تقوم بإعداد سجل بهذه المخاطر، يتضمن اسم الخطر والفئة التابع لها وكذلك أسبابه وآثاره على الشركة وأيضاً ترتيب المخاطر حسب أولوية التعامل معها انطلاقاً من درجة تأثيرها واحتمال وقوعها والإجراءات والضوابط المتبعة والمخططة لمواجهة الخطر.
ومن هنا -تتابع محمود- يتم جمع وتحليل البيانات والمعلومات الضرورية التي تواجه الشركة واكتشاف وتحديد وأيضاً توصيف المخاطر الحالية والمستقبلية لمواجهة تلك المخاطر مع العمل على تطويرها في ضوء التحديات المحيطة ومستجدات السوق ليتم تحديد أفضل الطرق لمواجهة تلك المخاطر والتعامل معها ووضع الأولويات والإجراءات والبرامج التنفيذية اللازمة لمواجهتها ما ينعكس إيجاباً على تطوير سياسات الشركة وبرامجها المستقبلية.