سيريانديز-خاص- رولا سالم
لأنها حلب عاصمة الصمود والتحدي التي طالما كانت مركز ثقل الاقتصاد السوري لم يستطع الإرهاب النيل من صمودها رغم محاولاته إخماد حركتها الاقتصادية وتدمير المعامل والبني التحتية ورغم ما عانته من حصار ودمار استطاع أبناؤها بعزيمتهم وإصرارهم إعادة الألق لاقتصادها لتقف من جديد وتقول للعالم أنها موجودة وستستمر بالعطاء رغم الظروف القاسية التي تمر بها.
فعلى هامش معرض خان الحرير الذي أقامته غرفة صناعة حلب في فندق الداماروز بدمشق التقت سيريانديز أحد الصناعيين المشاركين في المعرض والذي تحدث عن صمود الاقتصاد الحلبي وتحديه للظروف الراهنة.
في السابق كنت أملك منشأة تمتد على مساحة 400م وكان وضع الانتاج فيها جيدا وعملت على توفير كل مستلزمات الصناعة التي تتطلبها المنشأه لإنتاج الألبسة الرجالية والنسائية والولادية ، هذا ما قاله أمين سر لجنة الألبسة والنسيج محمد نديم أطرش الذي يعمل في صناعة الألبسة الداخلية القطنية, متابعا أنه بعد الأزمة تعرضت المنطقة بفعل الأحداث لدمار كبير ما أدى لوقوع خسائر كبيرة في المنشأة وتوقفها عن العمل ،وبعدها قمنا باستئجار طابق صغير في مكان آخر لمنطقة سكنية أخرى وأسسنا منشأة صغيرة عبارة مساحتها 100 م تقريبا وبدأنا العمل من جديد.
وأضاف الأطرش " لقد تغيرت طبيعة العمل وتراجع الانتاج بنسبة 75% نتيجة عدم ملائمة المكان الجديد صناعيا, ونقص الأيدي العاملة بشكل كبير, فالشباب في حلب أكثرهم هاجروا إلى الخارج فضلا عن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر تقريبا وعدم توفر المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية إلا لساعات محدودة, كل هذه العوامل وغيرها أدت للاعتماد على الذات "
ونوه الأطرش إلى الدور الكبير للمرأة الحلبية في تحريك عجلة الانتاج خاصة من خلال عملها على الماكينات فأصبح الاعتماد عليها بشكل كبير وأصبح هناك ازدياد للعاملات في المنشأة وكل المنشآت الصناعية الخاصة بالألبسة, مضيفا أن غرفة صناعة حلب قامت بمساعدة الصناعيين من خلال دورات تدريبية فعلية في قص وتفصيل وحياكة الألبسة للمرأة في مدينة حلب،وهي تقوم منذ أكثر من عام بدورات تدريسية بالتعاون مع مديرية التربية للتلاميذ تحت مسمى الصناعي الصغير وبناء القدرات وفي كل الاختصاصات الصناعية تحت برنامج أكاديمي وخبرات صناعية عالية المستوى تمهيدا للنهوض بالصناعة الحلبية ودفع عجلة الانتاج للأمام في السنوات القادمة .
وعن المشاركة في معرض خان الحرير قال الأطرش أن غرفة صناعة حلب بإدارتها وكادرها ورئيس مجلس إدارتها أرادت إقامة معرض خان الحرير للأزياء والأقمشة ومستلزمات الانتاج في مدينة دمشق لإرسال رسالة للداخل والخارج بأن صناعة حلب مازالت موجودة وقائمة رغم الظروف التي تمر بها ورغم الصعوبات والمأساة التي تعيشها حلب .
والمعرض رسالة لمن أراد تشويه صورة الصناعة الحلبية وحلب هي مدينة الصناعات النسيجية منذ القدم وهي عاصمة سورية الاقتصادية ومركز خان الحرير لذلك قمنا بإقامة معرض خان الحرير وكان العدد لأول مرة75مشارك من مدينة حلب مع أن المساحة المتوفرة في مكان إقامة المعرض لم تساعدنا على استيعاب كل الصناعيين الراغبين في المشاركة بالمعرض حيث لاقى إقبالا وإعجابا شديدين بالصناعات الحلبية وكان له صدى كبير ومدوي في مدينة دمشق وجميع المدن السورية والبلدان المجاورة كالعراق ولبنان وإيران حيث كان الزوار من جميع تلك المناطق والمنتجات المعروضة أبهرت الجميع بجودتها وتميزها فهي تضاهي بجودتها وتفوقها وأسعارها الصناعات الأجنبية.
وختم الصناعي محمد حديثه قائلا "حلب موجودة ومازالت تقاوم كل الصعوبات ولدي تفاؤل كبير بأن حلب بصناعييها الصامدين ستحقق انتصارا قريبا و ستعود الصناعة إلى أفضل ما كانت عليه" مطالبا الوزراء والمعنيين اللذين زاروا المعرض بتقديم الدعم لصناعيي حلب لتعود عجلة الإنتاج كما كانت عليه في السابق.