سيريانديز - طرطوس - سعاد سليمان
ضمن فعاليات : أضواء على آثار طرطوس , التي تقيمها جمعية العاديات بالتعاون مع مديرية الآثار ومجلس مدينة طرطوس ألقى المهندس مروان حسن الرئيس السابق لدائرة الآثار بطرطوس محاضرة عن قلعة المرقب , وذلك مساء الاثنين الماضي في صالة طرطوس القديمة على الكورنيش البحري .. قدم فيها المعلومات الجغرافية والمعمارية للقلعة ووضعها القانوني وأبرز الاعمال التي قامت بها دائرة الآثار بالتعاون مع البعثة السورية الهنغارية التي أخذت على عاتقها أعمال التنقيب والتأهيل ودراسة القلعة . وحدد المهندس مروان موقع القلعة جغرافيا بالقول : هي إحدى أكبر وأهم القلاع في العصور الوسطى حيث تقع على قمة جبل بركاني بارتفاع 380 م عن سطح البحر وتبعد عنه 2 كم فقط وتشرف على مدينة بانياس وتعتبر واحدة من القلاع الاحدث عهدا .. ففي عام 1285 طرد السلطان قلاوون الصليبين منها بعد حصار دام خمسة أسابيع ..وهي موقع بكر , دون تشوهات لولا وجود محطة توليد الكهرباء ومصفاة بانياس اللتين حالتا دون وجودها على قائمة الآثار العالمية .. حيث تم استملاكها من قبل مديرية الآثار والمتاحف عام 1958 . وفي وصف دقيق للقلعة تحدث المهندس مروان عن حصن داخلي وقلعة خارجية كانت كثيفة السكان خلال فترات الازدهار , يحيط بها سور , وبوابة تشمل كل مساحة القلعة 6 هكتارات وتصل مع محيطها حتى 10 هكتار .. وتشمل القلعة برج قلاوون والبرج الشرقي والسور والكنيسة وبرج الامل وبرج البوابة الرئيسي . عن أعمال الترميم تحدث عن الاضرار التي لحقت بالقلعة عبر الزمن من زلازل وحروب وعن ترميم أجري لها وإغلاق للفتحات الخارجية للقلعة وتأمين للمسارات لحركة الزوار وإعادة لبناء الادراج الحجرية وتأهيلها وإزالة للأعشاب والشجيرات وفق معايير خاصة .. وعن انجاز مخطط للقلعة بتمويل من المفوضية الاوروبية المعمارية والتاريخية والجيولوجية والجيوفيزيائية .. مؤكدا أن أعمال التنقيب في القلعة كانت قليلة ودون المستوى وأنه تم خلالها اكتشاف حمام قديم , وقد توقفت هذه الأعمال عام 2007، وقد كان الهدف منها تقديم القلعة التاريخية الهامة بالصورة الأكمل خاصة، وقد تم تشكيل بعثة سورية هنغارية مشتركة مهمتها القيام بالتنقيب ،ودراستها من الناحية المعمارية واعطاء تصور عن الحياة الاجتماعية التي عرفتها القلعة . وأضاف المحاضر : في الكنيسة لوحات جدارية من أهم المكتشفات فيها لوحة الدينونة، ومجموعة من الأطباق الفخارية، وتحدث عن نقاط قوة القلعة التي تتمثل في أهميتها التاريخية والمعمارية، وتميزها بالموقع الجغرافي، والارتفاع والقرب من البحر والمناخ المعتدل .. حيث سجلت على قائمة التراث الوطني . أما نقاط ضعفها ففي عدم استملاك محيطها وعدم وجود نظام ضابطة محدد لمحيطها وعدم استكمال الترميم فيها ونقص الخدمات في محيطها، والأهم عدم وجود مخطط تنظيمي مرتبط بالقلعة يراعي حدود الحماية وقرار التسجيل .. ويأمل المهندس حسن بمخطط لتنمية السياحة إليها عبر تنظيم مسارات وعبر تأهيلها بمركز استعلامات وباستكمال أعمال التأهيل للساحة الرئيسية والقاعات كما يأمل بتفعيل قاعة الزيارة الرسمية وقاعة كافيتريا ذات إطلالة بحرية وتنظيم حركة الوصول إليها ووضع شواخص دلالة على الطريق واستملاك محيطها بعد وضع نظام ضابطة لمحيطها .. يقول المحاضر وأنه حسب الابحاث وعمليات التنقيب كانت القلعة تضم دور سكن وأماكن للعبادة ومقبرة وأن سكانها كانوا من الناس الاكثر فقرا . دعم المحاضر محاضرته بالعديد من الصور والمجسمات لأجزاء القلعة وأقسامها قبل وبعد الترميم وعن التنقيب وما وجدت البعثة فيها , وأجاب على أسئلة الحضور مؤكدا أهمية الزيارة إليها في اليوم التالي والتي تمت صباح الاثنين برفقة البعثة الهنغارية والسورية .. حيث تتم الاجابة على كل التساؤلات من قبل المختصين بالقلعة وعلى أرض الواقع .