سيريانديز-مكتب اللاذقية - أمل صارم
في زحمة الاستعداد لانتخابات نيابية خطفت الأضواء من الفعاليات الثقافية التي اعتادت اللاذقية على الاحتفاء بها، كان الشاعر كمال سحيم يعتلي المنبر في دار الأسد للثقافة في ظهرية شعرية ، بالحضور والإلقاء والتفاعل الرائع ذاته الذي اعتاده جمهوره :
هنا دمشق
هنا بيّارة اليرموك والأحباب
ما ولوّا على كتف النهار
عيونهم تمشي
ويتعب منهم المشوار
يتعب متعب الظن
وكم يا شام أهلت وسهلت
وكم يا شام خانت ملحك الأمم ...
سحيم صرح لسيريانديز قائلاً: أنا لست بشاعر، وبعد رحيلي اختاروا لي ماشئتم من الألقاب أما الآن فأنا كمال سحيم " ، فبين الكلمة والموسيقى الشعرية والإلقاء المشبع بالإحساس لن تستطيع البقاء مكانك ولو أردت ،ستأخذك كلماته من يدك لتحلّق معها في عالم من الخيال يرتقي بالروح، ويحملها على السير خلف مداراته ، ويكفي أن تدير رأسك للوراء لتعود أدراجك و ليصفعك مشهد الحضور بحقيقة صادمة لغياب كامل لجمهور اللاذقية الشعري.
المفاجاة الأكبر وأنت تسأل إذ لربما توقيت الانتخابات الذي كان يصادف اليوم التالي للظهرية، هو مايقف خلف هذا،ولكن ذلك لم يكن حقاً سببا مقنعا خلف فجاعة المنظر، وتذهب في سؤالك أبعد من ذلك إذ لربما لم تلق الظهرية الترويج الكافي، لتأتي الإجابة أيضا أن اللافتات منذ شهر جالسة على قارعة الطرقات ، تعلن موعد الظهرية و تعلن وجود الشاعر سحيم مع مجموعة من الشعراء غابوا أيضا، ولما يحضر منهم سوى صوت الشاعرة هند المصري في وجدانيات وجع سوري صرنا نتفسه ممزوجا بالهواء ، ويباغتنا غصة وجع حتى مع كأس ماء.الشاعرة التي "هاجرت" إلى الوطن مع بدء الأزمة، عكس موجة الهجرة نحو الشمال ...
والتي وثقت حضور الأزمة شعرياً في وجدان المرأة السورية ونقلت نبض الأنثى و هواجسها ومواجعها لتحكي قصص: عرسان بطولة عادوا مكفنين بعلم الوطن لحبيبات انتظرن عودتهن ، توق عرس ذهب إليه بمفرده لا كما وعد . ولاتشفي غليلك إجابة واحدة في بحثك عن سبب غياب جمهور الشعر وفي بحثك عن سبب آخر يقطع شكك باليقين خدمة الرسائل التي تقدمها دار الأسد للثقافة للتواصل مع الفعاليات الثقافية، والمهتمين حول نشاطاتها المتنوعة ، ويبقى السؤال برسم المهتمين بالشأن الثقافي عن سبب غياب الجمهور الشعري أو الأدبي على وجه العموم ، جمهور تناقص في الأمسيات والمحاضرات ،والندوات، فيما شهد تزايدا في الإقبال على الكافيات ومقاهي الطرقات.
الجدير بالذكر أن الشاعر كمال سحيم السوري الفلسطيني المولود في دمشق 1957والذي كان له مشاركات عديدة داخل سورية وخارجها من أهمها مؤتمر القدس في طهران ومؤتمر كتاب" أور- آسيا"في أنطاليا وغيرها. وبسؤاله عن طبرية التي يعود بجذوره العائلية إليها إذا كان قد رآها ، يجيب سحيم مؤكدا لسريانديز :"إنه لما يرها حتى اليوم ولكنه يحتفظ بتضاريسها كاملة في جيناته" .
سحيم يجيب عن غياب الجمهور بتأكيد أن القاعة كانت تغص بالحضور " هكذا رآها على الأقل "وأن ذلك لم ولن يؤثر على حضوره أو إلقائه للشعر .