سيريانديز - مكتب اللاذقية - رشا ريّا
هي الحرب أعادت إنتاج إهتمامات الشارع السوري ودفعت الكثير من الشباب - اللاذقاني خاصة- للنظر في أولوياته وإعادة جدولة ميوله, وعلى مبدأ " مصائب قوم عند قوم فوائد " كثير من الأمور التي كانت تعد هامشية بل وتصنف على أنها "رفاهية وترف " أضحت أسلوب حياة.
إنها ظروف الحرب, المحرك الأول والدافع الأساس وراء هذا كله, ومن أبرز هذه الظواهر علوم التنمية البشرية (علم وفن الوصول إلى الامتياز البشري والتفوق الشخصي, إضافةً إلى أنها علم وفن استخدام ما لدى الفرد ليصل إلى ما يريد) والتي بدأت في مدينة اللاذقية منذ عام 2003, انتشارها حينها وحتى مطلع الحرب كان محدوداً ولكن كما يقال " زمن أول تحول ", فبعد التغيير الملحوظ في حياة الكثيرين مهنياً, اجتماعياً و فكرياً تزايد الإقبال عليها.
"سوسن حكيم مدرب دولي في علوم التنمية البشرية والتطوير الشخصي صرحت لسيريانديز عن مدى فعالية هذه العلوم إذا ما تعرف الفرد عليها في سن مبكرة قائلةً : "من الضروري جدا دخول هذه العلوم إلى المنهاج المدرسي بشكل تدريجي يتوافق مع الحاجات العمرية و الفكرية للطلاب ، ففي أغلب الدول يعلمون الأطفال منذ الصغر مهارات التفكير مع حصة درسية اسبوعية في صناعة الهدف، لم نحرم طلابنا من هذه العلوم المفيدة ؟" تساءلت .
وتابعت الحديث مؤكدة أن الجهات الحكومية تفعل ما بوسعها لتعزيز كل ما يسهم في بناء الفرد بناء علمياً سليماً و هادفاً وتابعت : " الدولة تدعم التدريب لأهميته البالغة في تطوير الإنسان من ناحية وفي تحقيق أهداف المؤسسات والوزارات من ناحية أخرى ، ولذا تم تخصيص ميزانية خاصة في كل المؤسسات والوزارات لمقتضيات التدريب مع وضع خطة تدريبية سنوية يتم الالتزام بها بهدف تطوير أداء العاملين على مختلف مستوياتهم الوظيفية ".
حكيم حدثت سيريانديز عن القرارات الأخيرة الصادرة عن وزير التنمية الإدارية :
"في رأيي الشخصي قد تكون في غير أوانها نظرا لظروف البلد الحالية حيث تشكل عبئاً على المتدرب اذا ما ارتفعت رسوم التسجيل لتغطي طلبات الوزارة ،( 4موظفين لمركز تدريبي) يعني عبئاً مادياً لا مبرر له في أغلب الحالات " متمنيةً إعادة النظر بهكذا قرارات لتكون أكثر مرونة مما يسمح بهامش مريح يصب في صالح التدريب والعملية التدريبية عامة .
أما نظرياً: " قرارات وزارة التنمية الإدارية هامة لتنظيم التدريب ووضعه ضمن معايير جيدة ، وهنا لدينا محوران ، المحور الأول موفق جداً فيما يخص وضع ضوابط للتدريب ومعايير للمدربين و المحور الثاني الذي يخص المراكز التدريبية فيتطلب كلفة عالية ".
وعن دور الإعلام في الإضاءة على هذه العلوم, ترى انه دور مركزي على وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة عدم التغافل عنه .
علوم ربما وصلت المجتمع السوري متأخرة, ولكنها أثبتت مدى أهميتها في حياة كل فرد فهل ستبقى خارج دائرة الضوء أم ستتقدم نحو دور البطولة بكل ثقة؟
تسأل سيريانديز والأكيد أن الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.