سيريانديز - طرطوس – سعاد سليمان
من يتجول في مدينة طرطوس يجد أن عدد الحدائق فيها وانتشارها في الاحياء جيد بل ممتاز ..
لكن هل يكفي العدد أم النوع .. أيهما أهم ؟؟
من يبحث بجدية يرى ان واقع الحدائق في طرطوس محزن من حيث الاوساخ المتروكة لأيام , والاهمال في ترميم ما خربه الزمن أو الانسان – المواطن - صاحب هذه الحدائق ومالكها الفعلي ..
وفي ظاهرة فريدة وجدت بمعظم الحدائق .. استخدامها للتجارة وتحويل أجزاء هامة منها إلى مقاهٍ شعبية خاصة يمتلكها المستثمر بطرق مؤذية للحديقة , وللمواطن وخاصة الاطفال الذين هم أصحاب هذه الحدائق الفعليين , والعجائز حيث حديقة الحي المتنفس الوحيد لهم ..
اليوم تحولت هذه الحدائق أو الاجزاء الهامة منها إلى مقاهٍ شعبية وأماكن لشرب - النرجيلة – وقد انتشرت بطريقة مرعبة عند الشباب الصغار , وفي إحدى وأهم الحدائق – الباسل – مثلا وسط المدينة تتوزع الطاولات بين ألعاب الاطفال , حيث تصرف قيمة الوقت هناك بالليرة السورية بعد تصريفها على الدولار .. يدفعها الشباب ببساطة في نفخ وتلويث للمكان .. وبين الاطفال وعند ألعابهم الصدئة .. دون أدنى شعور بالمسؤولية ودون الحديث عن مشاكل أخرى صحية وغيرها ..مما يدعونا لسؤال أصحاب الشأن ...
-
كيف يتم تحويل أجزاء من حديقة عامة إلى خاصة متردية بل سيئة ..
في لقاء مع مدير الحدائق في مجلس مدينة طرطوس المهندس علي محمود وحول هذا الموضوع الهام قال :
مبدأ الحديقة العامة يتنافى مع مبدأ الاستثمار الخاص .. الحديقة مسطح أخضر هو متنفس للمواطنين , لكن من أولويات وجود أكشاك خاصة في هذه الحدائق هي .. خدمة المواطن ومثال على ذلك حديقة الباسل التي تمتد لمساحة 11 هكتارا , في وسط المدينة .. هذه الحديقة التي تضم مجموعة من الاكشاك هي للمواطن وخدمته .. 12 منها لاستخدامات متنوعة وجدت منذ 2010 – 2011 خدمة للمواطن ولخلق فرص عمل ..
المشكلة هي في حدود الاستثمار .. والعودة حاليا إلى هذه الحدود فقط.. حيث تتم الاساءة من المستثمرين بعدم الالتزام بحدودهم .. لذلك نقوم وبشكل دائم بجولات قمع واغلاق للمخالفين ..
وقال : تضم الحديقة اليوم 22 كشكا للقطاع الخاص .
وعن المشاكل التي تعاني منها الحدائق العامة أيضا قال المهندس علي :
تعاني مديرية الحدائق في مجلس مدينة طرطوس من صعوبات كثيرة تؤثر على تنفيذها لخططها المقررة .. أهمها:
النقص الكبير في عدد العاملين، والنقص الكبير أيضا في الآليات وقدم الموجود منها، إضافة إلى صعوبة توفير قطع تبديلية لها، وعدم التزام المواطنين برمي النفايات في السلال المخصصة لها أو الحفاظ على محتويات الحدائق، وسوء استخدام ألعاب الأطفال واستخدامها للأعمار الأكبر من الأعمار المخصصة لها الأمر الذي يؤدي لتعطيلها، إضافة إلى عبث بعض المواطنين بالمرافق العامة في الحدائق وتخريبها( دورات مياه – مناهل للشرب...) وتخريب المقاعد ونقص الاعتماد المالي المخصص لأعمال الصيانة, والنقص في الكادر البشري.
مؤكداً وجود عدد هام من الحدائق ضمن المخطط التنظيمي للمدينة يبلغ أكثر من /100/ حديقة ،بمساحات مختلفة منها /45/ حديقة جاهزة ومفتوحة مجاناً للمواطنين ، و تتراوح مساحة هذه الحدائق بين /500-4000/ م2منتشرة ضمن الأحياء السكنية الكبيرة (الباسل – تشرين – الكورنيش البحري...) وتصل المساحة الإجمالية للمسطحات الخضراء ضمن المدينة إلى أكثر من /70/ هكتاراً.
وعن أهم الأعمال التي تقوم بها دائرة الحدائق في مجلس المدينة قال :
أعمال التقليم الصيفي والشتوي والتسميد لجميع المسطحات الخضراء وأعمال المكافحة للإصابات الفطرية والحشرية وأعمال الصيانة والري والأعمال الزراعية المختلفة وأعمال المشتل..
وقال : تتم متابعة إنتاج الغراس والحوليات اللازمة لعمل دائرة الحدائق، وهي مستمرة منذ بداية العام الحالي لإنتاج غراس الحوليات، ومن الأعمال التي تقام في الحدائق أيضاً أعمال التعشيب وتتضمن خطة العام الحالي زراعة /600/ شجرة متنوعة ضمن الحدائق وعلى الأرصفة , وترميم بعض الأشجار والشجيرات الهرمة في حدائق المدينة , وأرصفتها وأعمال التقليم الصيفي لأشجار النخيل المروحي في المدينة، ومتابعة السقاية والري لكل المسطحات الخضراء في المدينة، وتقليم الأشجار في الشوارع والمنصفات والحدائق، وصيانة الألعاب والمقاعد والتأكد من جاهزيتها للعب الأطفال، والحفاظ على نظافتها وزيادة عدد ورشات التنظيف وترحيل المخلفات في الحدائق والجزر الوسطية كي تبدو بأفضل صورة .
أخيراً نقول : من يتجول في شوارع مدينة طرطوس يرى أشجار برتقال الزينة – التي لا تؤكل ثمارها – مليئة بالثمار جميلة المنظر .. ساحرة .. ويرى بجانب هذه الاشجار وعند أقدامها وفي أحواضها الصغيرة أكياس القمامة ؟!!!
من يتجول في المدينة وبجانب أضخم المقاهي المعروفة يرى العجب من تكدس حاويات القمامة ..
المدينة ساحرة الجمال .. هبة الخالق تتعرض لأسوأ تلوث , وتحتاج لعمليات إنقاذ لحدائقها وشوارعها وشاطئها الرائع .. سيء الرائحة حدود سد الأنف والسرعة في الهرب .