سيريانديز - مكتب اللاذقية – ياسر حيدر
برعاية وزير الثقافة عصام خليل أقيم مهرجان عين البيضا للتراث بدورته الرابعة في منطقة عين البيضا التابعة لمحافظة اللاذقية يوم الجمعة 29 نيسان , وذلك بحضور عدد كبير من المهتمين والباحثين في التراث الشعبي وأهالي المنطقة.
امتدت نشاطات المهرجان لأيام ثلاثة شملت زيارة لمتحف برهان حيدر وحفل تراثي شعبي وسهرة زجلية فلكلورية إضافة الى ندوة عن حضارة سورية.
مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم صرح لسيريانديز قائلاً : إن ما يميز المهرجانات هذا العام هو الحرف اليدوية التي أعيد احياءها من جديد وهي تعد لفتة جميلة جداً لتعريف ابناءنا على ماضي أجدادهم العريق وإن الحفاظ على الأصالة والتراث شيء مهم جداً.
مستشار وزير الثقافة لأُمور التراث والباحث والمنقب الأثري بسام جاموس قال :يعد التراث والحضارة وجهان لسورية العريقة وما أبدعته للبشرية من ابتكارات وفي مقدمتها الأبجدية والموسيقا والفنون والمعتقدات وذلك انطلاقاً من هذه الأرض الطيبة التي قال عنها اندريه بارو:”لكل انسان متمدن وطنان, وطنه الأصلي و سورية .
مؤكداً : إن سورية قدمت الكثير من المسلمات التاريخية والتي غيرت الكثير عبر الثورات المعرفية وفي مقدمتها الثورة الزراعية الأولى وأصل الكتابة والميثولوجيا, إضافة الى وجود أرشيف ضخم في هذه المواقع يؤكد تأليف المعاجم في الحضارة السورية إذ يدل هذا على وجود مدارس متطورة منذ الألف الثالث قبل الميلاد وحتى الفترة الحالية.
مدير المركز الثقافي في عين البيضا أيمن ياسين أوضح لسيريانديز : إن هذا مهرجان هذا العام عقد تحت شعار(سورية مهد الحضارة) وذلك لإيماننا الفعلي بأن سورية هي مهد الحضارة وللتأكيد على هذه الحضارة من خلال التراث العريق الذي أورثه أجدادنا من حرف تقليدية عديدة ، إضافة الى متحف برهان حيدر للتراث الشعبي وأيضاً من أهداف المهرجان الحفاظ على الشق اللامادي من التراث كالأغنية واللحن والمثل الشعبي.
مؤسس متحف التراث الشعبي برهان حيدر صرح لسيريانديز قائلاً: مهرجان هذا العام جاء استنباطاً من (اكيتو) عيد رأس السنة السورية الذي يصادف 1 نيسان والذي كان يتم الإحتفال به لمدة 12 يوم بمناسبة عقد قران (عشتار وتموز) والذي يدل على اعتدال الطقس والزمن والفصول أيضاً, يضاف الى ذلك إحياء 12 حرفة شبه منقرضة ضمن المتحف الشعبي من استخراج لزيت الغار ونسج أطباق القش القديمة وحل خيطان الحرير الطبيعي من دودة القز وغيرها من الحرف الأخرى.
الجديرذكره: إن اغنية(أم الزلف) الشعبية هي نسبة لعشتار إذ يعود تاريخ الأغنية الى 6766 عام قبل الميلاد, وهذا يدل على أن السوريين أبناء حضارة عريقة وهم أبناء أول نوتة موسيقية وأبجدية في التاريخ, وأن من يعشق التراث يهيم بما أبدعته يد الأجداد.