سيريانديز - طرطوس – سعاد سليمان
في شارع مزدحم وأمام المارة مساء السبت الماضي سرق شابان يمتطيان دراجة نارية محفظة صبية وسط السوق في شارع الوكالات بطرطوس ومضيا كالريح بين السيارات , وكأن شيئا لم يكن !!
تقول الشابة أنها لم تحزن على المال الذي كان في المحفظة فهو قليل ولا على الموبايل العتيق .. كل ما همها بطاقة الجامعة والهوية الشخصية ..وحتى يتم اصدار بديل عنهما لا بد من اجراءات مقيتة ومملة ..
ما تعرضت له الشابة هزة عنيفة وهي التي تعيش في محافظة آمنة وبين ناسها وأهلها كما تقول ..
وأن الجريمة التي ارتكبها الشابان حصلت في شارع مزدحم وبوجود الناس الذين لم يحركوا ساكناً ولم يحاولوا تقديم أية مساعدة .. وهو ما آلمها .. فقد كانت مغامرتهما فاشلة ولم يحسنا الاختيار ...
في حي من أحياء طرطوس المزدحم بالمارة تتكرر ملاحقة أحد المطلوبين وهو سارق معروف باتت سيرته على كل لسان .. يقول أحدهم أن المجرم يدافع عن نفسه قبل أن يهرب من دورية الشرطة باطلاق النار وتهديد المارة .. فيترك على أمل الفوز به في جولة أخرى ..وفي آخر مغامرة له مع رجال الشرطة تم إغلاق حي بأكمله ودوى الرصاص في كل المنطقة مع اصابات للبعض – حسب شهود – إلا المطلوب ما يزال حراً طليقاً .
فوق الرصيف على كورنيش البحر تمضي الدراجات النارية بسرعة بين المتنزهين في محاولة للفت أنظار الصبايا متجاهلين حجم الخطر الذي يسببوه وحجم الازعاج من صوت المحرك والرائحة وما قد يحدث من حوادث .. أمام أعين الجميع بمن فيهم رجال شرطة المرور الذين يقفون في نقطة هناك يرصدون عبور السيارات على الرصيف ذاته وهي داخلة وخارجة إلى المطاعم المتاخمة لشاطئ البحر وكأن المواقف العديدة المخصصة هناك غير كافية أولا تليق بالبعض ولا تناسب قدر وقيمة أصحابها !!
وسط السوق وفي ساعة الذروة من الازدحام تمر جنازة شهيد .. تعبر الشارع الرئيسي بين السيارات مع إصرار المرافقين للجنازة على تفريغ الشارع للموكب عبر اطلاق نفير متواصل يترافق بإطلاق الرصاص الحي الذي يملأ السماء رشا لا دراكا ..
مع تكرار حوادث الاصابات من جراء هذه الافعال .. نسأل هل من مجيب ؟؟ وإذا كانت الحجة أن المصاب جلل .. نعم هي مصيبة مؤلمة .. لكن هل يعيد اطلاق الرصاص من رحلوا ؟؟ وهل يشفي القلب الموجوع من ألم المصيبة إصابة بريء وجد في المكان ؟؟
وهذا الرصاص ألا يحتاجه جندي محاصر أو في مواجهة مع ارهابي .. يدفع عنه الموت المحتم .
صور عديدة نشاهدها كل يوم في أكثر من مكان بطرطوس ، وما سبق غيض من فيض من تجاوزات وأعمال مؤذية في مدينة الأمان , التي تضم إضافة لسكانها وافدين من كل المحافظات السورية يطلبون الامن والعيش الهادئ.
صور محزنة تدعونا للتساؤل هل عجزنا عن فرض قوة القانون واحترام الآخر ونحن نشاهد الخرق في كل مجال ؟؟ أسئلة برسم أصحاب الشأن في المحافظة المنسية على دروب الأمل .