سيريانديز - طرطوس – سعاد سليمان
ثمة تشابكات بين القصة القصيرة جدا والانواع الادبية الاخرى أهمها الومضة ..
في تعريفها قال الصحفي علي الراعي أيضا : هي أقرب للنفس التواقة .. هي الابداع الذي يتجاوز كل القواعد والشروط .. لكن ضمن معايير محددة تتضمن التكثيف والجرأة والادهاش في أقل عدد من الكلمات , في شعرية تطغى على النص لتتماهى مع قصيدة الومضة .. هي اقصودة تجمع القصة والقصيدة ..
جاء ذلك في بداية الملتقى الاول للقصة القصيرة جدا الذي بدأ فعالياته مساء أمس ويستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية في صالة المدينة القديمة على الكورنيش البحري بطرطوس .. ضمن نشاط جمعية العاديات بطرطوس وبالتعاون مع رابطة القصة القصيرة جدا في سورية ..
الراعي استعرض أسماء الكتاب الذين أبدعوا في كتابة هذا الفن الادبي كمحمد شقير من فلسطين ووليد إخلاصي من سورية وغيرهم .. ليبدأ المشاركون من الادباء بقراءة قصصهم القصيرة جدا على الجمهور الذي ملأ الصالة بشكل لافت ..
أول المشاركين كان حسام الساحلي من مدينة بانياس والذي قرأ خمس قصص منها : عطر لا أنساه وطائرة ورقية , والغرباء وغيرها ..وقدمت جمانة العمود من السلمية بعض من قصصها من العناوين : حرملك , عودة , حيرة , جرأة ....
زينب حيدر من بانياس قرأت العديد من قصصها القصيرة جدا منها : دمعة , مجهول , رنة الفرح , قيامة وغيرها ..ليبدع الاديب يحيى أبو فارس حليس بما قرأ من قصصه العديدة أيضا ومنها : تكريم , علاقة , سيطرة , الرب , صوت الموت , الزائر , واستجواب وغيرها ..
لؤي سليمان شارك بقصصه القصيرة جدا عبر قراءة ابنته لمى ومنها : فخ , مناصب , عرب , أمنية ...
من القامشلي قرأ الاديب يعقوب ميرو مجموعة مما كتب ومنها : الوسادة , طاحون , وطن , ميلاد ...
ومن غوطة دمشق أيضا شارك فهد حلاوة بمجموعة منها : عودة غودو , صراع , بردى , ألوان , تاريخ ...
صادق مجد من السلمية شارك ب : مقاوم , تغيب , محاكاة , عجز طبي , على المتراس .
غسان هندي عضو رابطة القصة القصيرة جدا من طرطوس قدم : تمرد , ملكوت , قليل من الزمن وغيرها ..
محمد سعيد حسين الشاعر في كل ما يكتب – كما تم تعريفه من مدير الملتقى الراعي قرأ ثلاث قصص هي حدث , تاريخ , على الطاولة .. أما رئيس الرابطة الدكتور محمد ياسين صبيح الذي عمل لإقامة هذا الملتقى مع الراعي .. التزم عبر مشاركته بقراءة خمس قصص فقط هي : الصامت , عاما آخر , سرير , حقيبة ملونة , سيرة .. وأكد تكريس الملتقى بشكل دوري للمساهمة في تحريك بعض الركود الادبي من خلال نشر ومتابعات نقدية وتواصل ابداعي ...
وليتابع اليوم الاول فعالياته بقراءة قصص قصيرة جدا لأدباء من مصر والعراق والمغرب حضروا من خلال ما كتبوه وأرسلوه للمشاركة وهم : شيرين طلعت وساجد رضا المسلماوي وعبد الله المتقي .
وفي المداخلات :
تعددت الآراء حول إدارة الملتقى وجودة القصص التي تفاوتت لتصل بعضها إلى خاطرة بينما سمت بعضها الآخر ..
– أكدت مداخلة أهمية الخواتيم الصادمة المدهشة بشكل طبيعي في القصة القصيرة جدا , فلا نلبسها النتيجة قصرا ..
- نحن أمام ومضة شعرية هي القصة القصيرة جدا
- كل قصة يجب أن تحوي أكثر من رمز
- القصص كثيرة والمشاركون .. مما أتعب الحاضرين
- الاخطاء النحوية كانت قاتلة لأنها خرجت من مختصين في الادب العربي .. أرجع البعض ذلك إلى الموقف وعدم التعود على الالقاء ..
خلاصة القول :
في تحديد هوية القصة القصيرة جدا أنها لا تحتمل الشرح ولا الوصف هي حدث وفكرة ونهاية , وهي إحدى بنات الحداثة .. بنت عصر السرعة والتكثيف والاختزال .. فالشعر لا تحتمله القصة وهو نقل للواقع إلى الخيال بينما القصة التصاق بالواقع ..باستخدام الرمزية والايحاء ... وقد تميز شاعر الغوطة الشرقية يحيى حليس , بينما جاءت بعض القصص كالخاطرة الادبية مثل زينب حيدر ومباشرة عند غسان هندي ..
رافق اليوم الاول في الملتقى معرض للفنان التشكيلي محمود الضاهر بعنوان : من ذاكرة الريح مما زاد في عدد زوار الصالة التي اكتظت بالرواد للنشاطين مما جعل الضجيج سيد الموقف وأساء للنشاط الذي أكثر ما يحتاجه هو الهدوء .. وما زاد الطين بلة كالعادة انقطاع التيار الكهربائي واستغرب عدم وجود مولدة كهربائية تعوض ما يمكن عند الانقطاع لمتابعة النشاط كما يجب .. تساؤل أضعه أمام القائمين والمشرفين على النشاطات الثقافية والفنية في صالة طرطوس القديمة للعمل على تجاوزه .