سيريانديز - مكتب اللاذقية- هزار موسى
أقيم في " هيشون آرت كافيه " باللاذقية مؤخراً حفل توقيع ديوان ( شط الورق ) للشاعرة ريم صدقني وذلك بحضور وجوه الأدب والفكر والفن والثقافة في اللاذقية منهم الشاعر : صقر عليشة، ومدير المسرح القومي في اللاذقية د. محمد اسماعيل بصل ، والفنان الكاتب والمخرج الياس الحاج، ود. عزيزة يوسف ، والشاعرة هند المصري والشاعرة مها فاضل، و الشاعر د. زهير ناصر ود.الشاعرة شفق نيصافي وآخرون .
شط الورق في رأي د. محمد بصل هو : خفقة حب في ثنايا حرب ، ديوان اتسم برشاقة النص ووقدم حالة اختزال وتكثيف إذ لاتتوقف ريمعن تسجيل خروقات في مسالك التأليف اللغوي المنمط فتحدث الصدمة ، فالدهشة ومن ثم السؤال ، وإذا كانت الوظيفة الشعرية هي الوظيفة المهيمنة فإن هذه الوظيفة ليست مهيمنة في شط الورق فحسب بل إنها طاغية وصاخبة معا.
وتبرز أشعار صدقني كصوت أنثوي شعري يؤرخ للوجع على مدار سنوات الأزمة ويعلن الورق بحار شعر ليصير الورق مواطن رسو مؤقت، وعبور نحو الإبداع . "شط الورق" تزامن توقيعه مع الأيام العصيبة التي تعيشها حلب الشهباء ، ليكون قيامة حلب الجريحة ، ديوان حمل في طيات أوراقه الحنين شوقا تعزفه أشعارها وجع البعد ، وتوق عودة قريبة لمدينة خالدة بحجارتها، وقلعتها الشامخة ،وتاريخها وحضارتها ، وشعبها، حكاية صمود أهل حلب وصبرهم على ما أصابهم فكانت أجمل كلماتها عن حلب :
حلب
أتعلمينَ أنكِ رغم الحربْ
كشعلةِ صمودٍ ومنارةِ عجبْ
أتدركينَ أنكِ رغمَ حبرِ الألمْ
كقوسِ قزحٍ وُشِمَ للأبدْ
أتشكينَ أنكِ رغمَ مرارةِ الأيامْ
لستِ إلا كشمسِ الأملْ
وأرضِ المجدِ
وسماءِ الطربْ
شهباءُ
يا حبيبةَ قلبي
يا عاصمةَ الهوى
يا ملهمةَ الشعرِ والأدبْ
يا كنزَ التاريخ
يا رمز الشموخْ
يا جذورَ الأمسِ
وثمارِ الغدْ
وصحةِ الكأسْ
قومي.
الشاعرة صدقني أكدت لسريانديز : إن للحياة شطوط كما البحار ،ومن شاطئ هذه البداية، أعتبر النتاج الإبداعي الإنساني الشعر بل والأدب بشكل عام ، وأيضاً الفنون ومنها الموسيقا ،والغناء ،واللوحة الأيقونة لوناً من ألوان الثقافة الإنسانية ، مع شط الورق ، باكورة أعمالي ،آملة أن تتطور وتصبح أكثر نضجاً ،وتأثيراً بمحبتكم، وعناية الأساتذة الذين حضروا أولم يحضرو .
الممثل والكاتب والمخرج إلياس الحاج أكد لسريانديز أن : شط الورق حكاية لم تبدأ بشواطئ إنما أبحرت عبر شفاه الموج , الحب ، الوطن شط الورق بداية لروائية تنسج أشعارها قصائد من روح تشكل برسم الكلمات لوحات من موج، من مخاض من فيض من حكايا أنثى من سحر عينيها، عند فجر لم يبدأ بعد فتقطف ثمار البحر و حكايا وطن ، أجمل ما في هذه الأمسية أنها تحية لحلب التي جاءت ريم من رحم قلعتها، و كانت هنا في اللاذقية تحكي أشياء تعود لجذور ولدت بها هنا " .
الشاعرة هند المصري صرحت لسريانديز قائلة : " الشعر باللاذقية بخير فأبجدية أوغاريت علمت البشرية معنى الحروف ، و بحر اللاذقية يعطي الكثير من الصبر و الإحساس، و الرونق الجميل للكلمة ، نحن باللاذقية بحاجة لمثل هذه اللقاءات بين الشعراء ، و أنا أشجع دائما لقاء الأدباء مع الشعراء مع الروائيين في مدينة اللاذقية، لنتعلم من بعضنا بعضا ، فرسالتنا واحدة أينما وجدنا نتكلم باسم سوريا ، لنحب و نتعلم من بعضنا فهذا يثري مضمون رسالتنا " .
وبسؤال سيريانديز للدكتور والشاعرزهير ناصر أجاب : " ريم صدقني من الشاعرات الرائعات مرهفة الحس، و ديوانها هذا باكورة رائعة تفتتح بها أعمالها الأدبية ، ويشكل ثروة لنا جميعا بوجود مجموعة من نخبة الوسط الأدبي و الفني،فهو يقدم لنا ما يريح أنفسنا في هذا الواقع الصعب الذي نعيشه ، كتاباتها عذبة جميلة، و نحن سعيدون جدا لأجلها بهذا الإنجاز بعد جهد وصبر، و تصميم كبير " .
وقد اختتمت الأمسية بلحن وغناء الفنان المبدع جورج مراد لقصيدة من الديوان بعنوان ( مخاض ) :
أتناثرُ
أتبعثرُ
بخفةٍ
بحنكةْ
كحباتِ رملٍ
بين دقائقِ ساعاتهْ
كماءِ سيلٍ
بين ثواني
دقاتهْ
حائرٌ ثائرٌ
تتوقُ يديهِ أنْ تلملمني
أناملهُ أن تطوقني
وأنا هائمةْ
أن يجبلني
حواءٌ من ضلوعهِ
غمرةَ الشروقْ
أن يملكني أنثى جسدهِ لهفةً المغيبْ
فأغدوا فكرةَ مخاضْ
من رحمهِ ويولدُ بحرْ