سيريانديز- مكتب اللاذقية - رشا ريّا
ألقى الباحث رضا شريقي محاضرة بدار الأسد للثقافة باللاذقية وذلك يوم الثلاثاء الماضي بعنوان (تناغم الوطنية والقومية), بحضور مدير ثقافة اللاذقية مجد صارم, وشخصيات حزبية وثقافية.
شريقي بدأ محاضرته بالحديث عن الإرتباط الوثيق بين موضوع المحاضرة وما يجري في الوقت الحاضر, وبيَّن أن ما يحصل في المنطقة ما هو إلا استهداف للقومية العربية والأوطان العربية, وهذا الإستهداف ليس بجديد, ففي البدء كانت أدواته أمثال محمد بن عبد الوهاب (مؤسس الدولة السعودية), وما زال هذا المشروع قائماً من خلال جماعة الإخوان المسلمين ومن لف لفيفهم, مدعومين من قبل الإستعمار, وعمل هذا المشروع منذ البدء على استبدال القومية العربية بمفاهيم دينية ليظهر ما يعرف بالدين السياسي أو الإسلامي, فكانت الخطوة الأولى التي قام بها الإخوان المسلمين عبر محاولة الفصل بين الإنسان وانتمائه القومي, مقتدين بما أسس له السيد قطب (منظر جماعة الإخوان المسلمين), واعتقاده بأنَّ الوطن صنم. .
الباحث شريقي انتقل للحديث حول أهمية الفصل بين العروبة كمفهوم وقيم, وبين الأعراب (العربان) الذين يشوهون هذه المقولة, لذا والكلام لشريقي : القضية هي فكرية بامتياز, ويتوجب على من يريد التصدي لهذا الخطر الداهم أن يعمل على بناء سور قوي يحمي الأمة, وعماده التربية والأخلاق للوصول إلى مستوى من الوعي القومي, ما يشكل سداً منيعاً يقف في وجه هكذا مؤامرات, فالحرية الحقيقية يجب أن تنبع من المعرفة وهكذا نكون أحرار, سعداء, وعارفين.
وأكدَّ شريقي على ضرورة تعزيز مفهوم العروبة ورفض تهميشها, وأنَّ من لا يمتلك إحساساً قومياً, ليس بإمكانه امتلاك احساس وطني, والعكس صحيح, أمّا في خضم مناقشته لمفهومي الأقلية والأكثرية في الأوطان, فأشار إلى أنَّ الإنتماء للوطن يقاس بما يبذله الفرد من أجل الرقي بوطنه.
وختم اللواء رضا محاضرته بالقول: "ما أضعه بين أيديكم ليس نظرية تبحث عن إمكانية إثبات صحتها, بل القصد من هذه المحاضرة هو خلق نشاط فكري لا بدَّ من وجوده, ما أوردته في محاضرتي بحاجة لنقاش وطني, علمي, وعاطفي في آن معاً, واذا ما كانت النوايا صادقة, فالقادم بالتأكيد أجمل"
في مداخلة للشاعر غسان حنّا, وبعد شكره للواء شريقي على المحاضرة علّق قائلاً: "كنت أتمنى أن يتم الحديث عن المسافة ما بين الشعور الوطني والقومي, ومتى تتسع, ومتى تضيق, ومتى يتعانق هذان الشعوران, لا سيما أنَّ هذا الموضوع شاسع ويغطي مساحات زمنية, فكرية, وجدانية, وانسانية متسعة".
وكان للحضور الشاب على ندرته تعليق أيضاً, حيث تمنت إحدى الشابات الحاضرات, العمل على صياغة ونشر هوية وطنية سورية تأخذ من العروبة مافيها من مبادئ قيمة, وتتحاشى الوقوع في الأخطاء السابقة.
سيريانديز حاورت الباحث شريقي عقب المحاضرة وسألت حول أسباب غياب التحذير من مخاطر الوهابية خلال الفترة الماضية من قبل الرسميين وحتى من الباحثين :
فأجاب: نعمل الآن بشكل دؤوب على إصلاح هذا الخطأ .
وعند التنويه على قلة الحضور الشبابي, تمنى شريقي إتاحة الفرصة للقاء الشباب والشبيبة لرفع سوية الوعي لديهم في الأيام المقبلة.