سيريانديز - مكتب اللاذقيّة – دُونيز الورعة
طالتهم يد الغدر و تلقتهم رحمة الله، رجال ونساء وأطفال نجوا من تفجيرات جبلة الأربعة ، وكان أن التقت بهم سيريانديز على أسرّة الألم والأمل خلال جولتها على عدد من مستشفيات اللاذقيّة للاطمئنان على حالة الجرحى نتيجة التفجيرات الإرهابية التي طالت مدينة جبلة .
دموع وأشلاء تعمّ المكان
تقول أمّ حيدر المصابة بجراح عديدة جرّاء التفجير هي وزوجها : أن يخرج السوريّ من منزله متوقعاً عدم عودته إليه أمر طبيعيّ إلّا في محافظتي اللاذقيّة وطرطوس، حيث قدّمت المحافظتان قوافلاً من الشهداء خلال السنوات الخمس الأخيرة، ورغم ذلك فنحنُ نعيش في منطقة آمنة احتضنت كثيراً من النازحين من مناطق ساخنة ، ولكنّ التفجيرات التي طالت جبلة أمر مفاجئ ، كنتُ وزوجي متوجهين إلى العمل صباح الاثنين حين وقع التفجير الأول في الكراج وأصبنا به، وضعي وزوجي أفضل بكثير مما شاهدته بأمّ عيني، صورة هزّتني ولن أنساها ما حييت، شهداء أطفال و أشلاء ودماء تعمّ الشوارع والأماكن، توّجهنا إلى مستشفى الحكمة فكانت ممتلئة بكراسي عليها جثث متفحمّة تعود لتلاميذ الصف الثالث الإعدادي الذين انتهوا من تقديم امتحانهم، ثمّ أُسعِفنا إلى اللاذقيّة بعد أن طالت التفجيرات مستشفى الأسعد والمشفى الوطني.
تسميّات مختلفة لراية واحدة
يقول أحد العسكريين المصابين : إن التنظيمات الإرهابية المّسلّحة، مهما اختلفت راياتها فلونها واحد وهو الإرهاب، وأن أحرار الشام هي نفسها جبهة النصرة وداعش ، وأنّ الجيش العربي السوري بالتعاون مع حلفائه صنعوا أسطورتين أولّها أسطورة الصمود والتضحية وثانيها توقيع المصالحات التي أزعجت تركيا والسعودية، والأخيرة أوعزت لمن جنّدتهم باسم الدين للقيام بهذه التفجيرات بسبب عدم قدرتهم على التصدّي لانتصارات الجيش العربي.
مُضيفاً : يلعبون على الوتر الطائفي ولن يحققوا أي انتصار على أيّ صعيد بل نحن من سينتصر بالعقل والوعي والبندقية والمصالحات، وأُراهن على الشباب الواعي الذي لن ينقاد إلى الطائفيّة، بعد خمس سنوات على الحرب وعلى التعايش المتنوّع وفي سورية لا احد يجرؤ على التحدّث بلغة طائفيّة!!
الحسم ثمّ الحسم
مجدي من إدلب، مصاب بشظايا في جسده ورأسه، لم يستطع الكلام كثيراً بسبب أوجاعه، يقول : أُصبتُ بتفجير كراج جبلة لدى ذهابي إلى العمل صباح الاثنين،كنتُ انتظر الحافلة أنا وأصدقائي وحدث التفجير، شاهدتُ الموت بعينيّ، والدماء والظلم ، شاهدتُ أصدقائي جثثاً هامدة!!
وأضاف : كلّ ما تريده الجماعات التكفيريّة جرّاء التفجير تدمير سوريّة والحل الوحيد هو الحسم.
نحنا ما عنّا طائفيّة
مصطفى طقيقة من إدلب، أكد لسيريانديز أنّه أثناء ذهابه للالتحاق بقطعته العسكريّة صباح الاثنين حصل التفجير الأول في كراج جبلة ، وأنّه شاهد ما لا يقبله العقل من أشلاء ودماء وجثامين متفحمّة، مردّدا طقيقة مرّات عديدة لدى سؤال هل برأيك الهدف من التفجيرات هو تأجيج الطائفيّة ( نحنا ما عنّا طائفيّة ما عنّا ).
نحنا ما عنّا طائفية: جملة يعتزّ بها كلّ سوري مُعافى، وكلّ مُصاب وجريح نتيجة التفجيرات الأخيرة، ليست كلمة فقط بمقدار ما هي فعل مُثبت على أرض الواقع هي سرّ صمود الشعب السوري حتى اليوم.